جدد مساء يوم السبت 15 يونيو 2024 بالمركز الثقافي “إكليل” بتطوان، اللقاء بين النظم المقفى وأنغام الموسيقى والقراءة النقدية للأعمال الشعرية لعبد الحق بن رحمون وأحمد زنيبر وعمر مصطفى بوعزيز، وذلك ضمن سلسلة “توقيعات” بمشاركة ثلة من النقاد والأكاديميين والمولعين بالشعر.
وقدم عمر العسري ورقة نقدية حول ديوان أحمد زنيبر “مقامات الرخام”، حيث اعتبر الناقد أن الشاعر ظل في قصائده مشدودا إلى مدينة سلا وإلى ذكرياته بها، مشددا على أن تجربة زنيبر الشعرية كانت تنطلق من غاية وجودية وتبحث عن ملاذ أمن، غير أن سلطة الكتابة قد ألزمت الشاعر بالبحث عن لغة مقامية تتجاوز السابق بوعي يسمح بالاقامة في لغة لا تثبت، وإنما تنفي الاخر وتبرز الذات الفردية، وتشيد مكانا شعريا.
من جانبه قدم الزبير الخياط ورقته النقدية حول ديوان “أوتار البصيرة” للشاعر والإعلامي عبد الحق بن رحمون، أكد فيها أن الشاعر بن رحمون حلق ضمن سرب شعراء الحداثة المغربية في تسعينيات القرن الماضي وحمل رؤيتهم التجديدية للشعر ومنها صاغ عالمه وفق تصور جيله الفني والتفكيري، مذكرا بأن ديوانه الأخير كتب بين ضفتي الفقد والمصير / الاندلس والمغرب أيام كوفيد، وصنع بالمحبة والرضا والعين الراعية، وهو مناجاة الأم في برزخها ومحاورة الأمكنة في وجعها وأنسها.
أما الناقد الحسن الغشتول فقدم بدوره ورقة نقدية حول ديوان عمر مصطفى بوعزيز “بحر الأسرار” أبرز فيها أن العناوين التي تقررت في كل نص من هذا الديوان وكذا كل لازمة تكررت إنما حملت بين أطوائها سرا أودعته في نفس المتلقي الذي ينشغل بالظاهرة الفنية من حيث هي إنتاج ذاتي ظرفي، ما يسعى إلى ربط خواص التجربة وحيثياتها بعمومية سريان القانون الذي تنتظم وفقه أحكامها البيئية والوجودية.
وأبرز مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن سلسلة “توقيعات” برنامج من أجل تداول الكتاب الشعري، ذلك أن الغاية والمنتهى من إبداع شعري هو الوصول إلى القراء مجموعا ومضموما في ديوان شعري، مضيفا أن “توقيعات” فرصة للقاء بين الشاعر وقراءه، من خلال الوسيط النقدي.
وشدد على أن هذه الحلقة من “توقيعات” استضافت ثلاث أصوات شعرية بصمت على حضور وازن في الساحة الأدبية والشعرية المغربية، ويقدمون آخر أبدعوه في عالم الشعر
واختتمت هذه الفعالية الثقافية بإنشاد الشعراء المحتفى بهم آخر قصائدهم على أنغام أوتار العازف الأستاذ محمد أهواري.