وكان اللقاء، الذي نظمته جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة وجمعية أبي رقراق، تحت شعار "ثقافة التطوع ونهضة المجتمع المدني"، فرصة مهمة لاستحضار مسار الراحل في العمل الجمعوي وتأثير مبادراته على المجتمع.
وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، عبد الكريم بناني، في كلمة بالمناسبة، إن "الراحل الأستاذ عباس الجراري يعتبر أحد أعمدة الأدب المغربي والثقافة المعاصرة"، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة مهمة لتسليط الضوء على إنتاجاته الفكرية ومؤلفاته العديدة التي تفوق 120 مؤلفا.
وأوضح السيد بناني أن الراحل "توفق في إبراز مشروع فكري متكامل وشامل ذو حمولة ثقافية وحضارية واجتماعية ينتقي منابعه من الموروث الزاخر ومن القيم الدينية والمجتمعية والمظاهر الحداثية التي تعرفها المجتمعات الإنسانية في كل أنحاء المعمور".
وفي السياق ذاته، لفت بناني إلى أن عنوان هذه الندوة الوطنية يدل على فكر الراحل، ويتعلق الأمر بثقافة التطوع ونهضة المجتمع المدني، مبرزا أن "ذلك نابع من الواقع المعيش للراحل كفاعل جمعوي، الذي برز عند مساهمته في تأسيس جمعية رباط الفتح وإسهاماته المتعددة في برامجها وأنشطتها إلى حدود الأشهر القليلة قبل وفاته".
من جهته، أكد رئيس جمعية أبي رقراق، نور الدين اشماعو، في كلمة مماثلة، أن هذا اللقاء يعتبر مناسبة مهمة، باعتبارها تصادف الذكرى ال 38 لتأسيس جمعية أبي رقراق، وهي فرصة أيضا لتكريم الفقيد عباس الجراري، الذي يعد اسما كبيرا في العمل الجمعوي.
وشكلت هذه المناسبة أيضا، حسب المتحدث نفسه، فرصة لإبراز هوية الأستاذ الراحل، من خلال مجالات اشتغاله في الفقه والدرس الأكاديمي الأدبي والبحث في التراث، متابعا بالقول "فقدنا عميد الأدب، لكن لم نفقد الفاعل الجمعوي الذي لا زالت مبادراته حية في ذاكرة مدينتي الرباط وسلا".
من جانبه، قال نائب رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مصطفى الجوهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن موضوع هذه الندوة يكتسي أهمية بالغة من الناحية الثقافية والاجتماعية والإنسانية، إذ يتعلق الأمر بثقافة التطوع ونهضة المجتمع المدني التي أصبحت تعتبر آلية أساسية للتنمية البشرية.
وأشار الجوهري إلى أن "التطوع في جوانبه المختلفة، لطالما كان سمة من سمات الحضارة المغربية، ويتجدد هذا الجانب أيضا باستمرار على مر التاريخ".
وأكد أن هذه الندوة ارتبطت بشخصية الراحل الأستاذ عباس الجراري، الذي عقد علاقات قوية من خلال استثماره وتجاوبه مع المجتمع المدني محليا وجهويا ووطنيا، لافتا إلى أن الراحل يعتبر أحد الأعلام الذين نظروا لثقافة التطوع وساهموا في التنمية الثقافية الشاملة في المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن الراحل عباس الجراري ولد في 15 فبراير 1937 بالرباط، وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة سنة 1961، وعلى الماستر سنة 1965، ثم دكتوراه الدولة في الآداب سنة 1969.
وخلال مسيرته الأدبية، توزعت إنتاجات الراحل عباس الجراري بين الدراسة الأدبية والبحث في التراث العربي، والفكر الإسلامي وقضايا الثقافة.