على ضوء إعلان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خروج استراتيجية "المغرب الرقمي 2030" حيز الوجود في غضون الأسابيع المقبلة، حاورت "أنفاس بريس "حسين ساف، المؤسس الشريك لمبادرة الإعلام الذكي لإفريقيا SMIAfrica.ma. وهو عضو المكتب التنفيذي لفدرالية تكنولوجيا المعلومات.
وجاء إعلان رئيس الحكومة أثناء افتتاح فعاليات النسخة الثانية من معرض جايتكس إفريقيا المغرب المنظم بمدينة مراكش خلال الفترة 29/ 31 ماي 2024.
أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، ستخرج إلى حيز الوجود في غضون الأسابيع المقبلة، وصرح أن الاستراتيجية تنقسم إلى شطرين: الأول مرتبط برقمنة الخدمات العمومية، والثاني يهم بث دينامية جديدة في الاقتصاد الرقمي ماتعليقك؟
لقد طال انتظار الفاعلين في مختلف القطاعات العامة والخاص والمجتمع المدني؛ منذ أول استراتيجية وطنية تم اعتمادها ما بين 2009-2013. على إثر توقيع المغرب على خطة عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات بجنيف.
هذه الخطة التي صادق عليها المغرب والتزم باحترام بنودها التي تؤكد على ضرورة اشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في اعدادها وبلورة بنودها.
بكل صدق أصرح من هذا المنبر كشاهد إثبات عايش وشارك في الخطتين، أن حكومة إدريس جطو وكذا حكومة أخنوش هذه المرة أشركتا الفاعلين الممثلين للقطاع الخاص وللمجتمع المدني، لكوني كنت عضوا في اللجنة الوطنية للإدارة الالكترونية ممثلا لوزارة الاتصال. وهذه المرة عضوا في المكتب التنفيذي لفدرالية تكنولوجيا المعلومات التي شاركت في العمليتين.
ولقد تقدمت الفدرالية كعادتها بعدة مقترحات أتمنى أن تؤخذ كلها بعين الاعتبار في الصيغة النهائية التي أعلن رئيس الحكومة قرب نشرها ومازالت سرية.
في نظرك، ماذا يميز هذا المعرض مقارنة بالدورة الأولى؟
أولا من واجبي الإشارة إلى أن حصول المغرب على حق التنظيم السنوي لهذه التظاهرة الإفريقية من طرف المملكة المغربية لمدة عشر سنوات، تعتبر مكسبا غير مسبوق. (لم تفز بمثله سوى ألمانيا بعد المغرب في نفس السنة).
ما هو تصورك حول آليات تسريع نجاح المقاولات الناشئة الرقمية وحاملي المشاريع الابتكارية؟
ما دام أن سؤالك يرتكز على موضوع مهم وهو المقاولات الناشئة؛ للجواب على الشق الأول من السؤال لازم تقديم دليل إثبات، ولدي عدة أدلة وهي التالية:
الدليل الأول:
- خلال الدورة الأولى لمعرض جايتكس- إفريقيا الذي أقيم بمراكش في ماي 2023
تمكنت مائة مقاولة ناشئة مغربية بعد فوز مشاريعها بصفة "مشروع ابتكاري" من:
- فرصة تمويل وكالة التنمية الرقمية لحصولها على رواق لعرض ابتكاراتها التكنولوجية الى جانب المقاولات العالمية الرائدة «ونحن نعلم أن ثمن الرواق في مثل هذه المعارض يبتدئ في حده الأدنى بثمن أربعة ملايين سنتيم».
- وفي الدورة الثانية، 2024 تمت مضاعفة العدد ليصبح 200 مقاولة ناشئة الشئ الذي تطلب مضاعفة ميزانية وكالة التنمية الرقمية المرصودة للسنة الماضية لتغطية تكاليف هذه المشاركة.
الدليل الثاني:
لقد كان من ضمن المشاريع الفائزة بالمشاركة في معرض جايتكس *مشروع إعلامي SMIAfrica.ma
تميز عن غيره - لكونه حصد بعد هذا المعرض و بفضله إشعاعا دوليا غير مسبوق:
- أولا: لقد نال جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات لسنة 2024. بجنيف. (30 ماي وهي أول جائزة يفوز بها مشروع إعلامي من المغرب منذ إطلاق هذه الجائزة من طرف الأمم المتحدة سنة 2012.)
- الإشعاع الثاني في السنة الاولى: وهو حصوله على صفة شريك إعلامي للدورة الحالية لجايتكس افريقيا 2024 بمراكش..
وأمثلة نجاح المقاولات الناشئة بفضل هذا المعرض الدولي كثيرة بكل تأكيد ...
اقتراح ذو قيمة مضافة:
يبقى على عاتق وكالة التنمية الرقمية أن تعتمد ميزانية إضافية لمواكبة هذه المقاولات وتتبع مسارها بشكل دقيق وفردي ورصد ورسملة نجاحاتها،وطنيا ودوليا.
ويعتبر نجاح هذه المقاولة المغربية الناشئة التي ساهمت في تلاقح جيلين أحدهما في ارض الوطن والثاني من مغاربة العالم؛ أكبر دليل على حقيقتين لا يمكن تجاهلهما:
الحقيقة الاولى :
أن معرض جايتكس دبي- الذي أطلق قبل 44 سنة في الإمارات العربية المتحدة - ما كان ليستمر لولا هذا القدر الهائل من القيمة المضافة العالمية التي يوفرها لكل من شارك واجتهد وصارع شبح الفشل.
الحقيقة الثانية:
هو نجاح هذه التجربة لمشروع جمع بين كفاءة مقيمة بالمغرب وكفاءة من مغاربة العالم يعتبر أكبر ضامن للنجاح وللتميز والإستمرارية وتزايد الثقة المشجعة على دعم مثل هذا التلاقح بين الأجيال ومن ضمنهم مغاربة العالم، من أجل تسخير تجاربهم وكفاءاتهم المكتسبة خارج الوطن في تنمية وتطوير بلدانهم بدون تردد أو خوف من الفشل.
إذن هل سيتمكن المغرب من أن يحدث سليكون فالي مغربية، وفي أي مدينة ترشح لإقامة مدينة المقاولات الرقمية؟
هناك شبه إجماع بين الخبراء على كون عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي لم يعد يعرف المستحيل.
لكن هناك شروط موضوعية من اللازم توفرها لتنزيل مشاريع ابتكارية، وعلى رأسها أذكر بعجالة:
- تنويع دعم تحفيز الشباب مع غير الشباب من المغرب ومن مغاربة العالم، ولم لا أن يكون من ضمنهم أفارقة حاملي مشاريع مشتركة وتضامنية. وهذا يوفره حاليا للأفارقة عدد من المؤسسات من القطاع الخاص ومنها المكتب الشريف للفوسفاط.
- الانفتاح على آليات التمويل الجديدة وبالفعل حقق المغرب خطى جد إيجابية وجريئة بتقنين التمويل التشاركي وترخيص مزاولة فئة ما يسمى بـ «ملائكة الأعمال» أنشطتهم التمويلية الداعمة للمشاريع الابتكارية.
- كما خطى المغرب بكل تأكيد خطى مشجعة بالاعتماد القانوني لعدة حاضنات بمختلف المدن وخاصة منها المعتمدة مؤخرا من طرف مؤسسة تمويلكم «صندوق الضمان المركزي سابقا».
- بالإضافة إلى التنظيم المتزايد من طرف الجامعات والمعاهد لمسابقات يدعمها القطاع الخاص تنظم لفائدة حاملي مشاريع في مختلف التخصصات.
- إطلاق بعدد من جهات المملكة مسابقات وهاكاطون حاملي مشاريع...
وهذه الآليات المتنوعة والديناميكية تفتح فرصا غير مسبوقة للمقاولات الناشئة للاستفادة من آليات تمويل لم يستفد منها الأجيال السابقة.
وإذا ما استمر المغرب في هذا التوجه وبسرعة أكبر؛ فإن حلم سيليكون فالي Silicone Valley مغربي إفريقي لن يبقى بعيد المنال.