" التلفزيون المغربي وصناعة القيم ": اصدار جديد للإعلامية والباحثة مونية المنصور

 " التلفزيون المغربي وصناعة القيم ": اصدار جديد للإعلامية والباحثة مونية المنصور غلاف الإصدار الجديد للباحثة مونية المنصور

ترى الإعلامية والباحثة مونية المنصور في إصدارها الجديد " التلفزيون المغربي وصناعة القيم"، أن التلفزيون ما زال وسيلة إعلامية لها ارتباط وثيق بالأسرة، وجهازا له مكانته داخل الفضاء الأسري، وأنه لا يمكن الحديث عن تأثيرات التلفزيون دون التطرق لمؤسسة الأسرة باعتبارها نواة مستهلكة لمضامينه، وهو ما جعل هذا الجهاز يثير شهية الباحثين، وما يزال يتمتع براهنية، بالرغم من الثورة التكنولوجية التي أوجدت أجهزة تنافس التلفزيون.

ولدى توقفها عند دور التلفزيون في التأثير على العلاقات الأسرية، أشارت الكاتبة في مؤلفها الذي تقارب فيه العلاقة القائمة ما بين الاعلام التلفزي والأسرة ارتباطا بالقيم، إن هناك من الباحثين من اعتبر هذا الجهاز يعزز الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة، لا سيما إذا كان في اطار المشاهدة الجماعية التي تساعد على تدعيم القيم الأسرية في حين هناك آخرون يعتبرون بأنه نشاطا يأكل من " الرأسمال الاجتماعي" ويسرق منا وقتا ثمينا ويحد من الأنشطة الاجتماعية.

كما  لاحظت مونية المنصور إن الاعلام وضمنه التلفزيون، يحدث التحول والتغيير، بقدر ما يمكن أن يساهم في الدعم والتكريس. وشددت على ضرورة النظر إلى تأثير الاعلام من خلال العوامل الوسيطة التي يمكن أن تجعله عاملا مساعدا في التغيير أو التكريس، من بينها الاستعدادات السابقة للفرد، والجماعات التي ينتمى إليها والتي تعمل على تثبيت اتجاهات دون أخرى، وكذا العمليات الانتقائية التي تعمل على اختياره للمواد الإعلامية.

وفي معرض جوابها على كيف يؤثر الاعلام على القيم داخل الأسرة؟ قالت القاضية السابقة رشيدة أحفوض صاحبة البرنامج التلفزي " مداولة في تقديم هذا الكتاب، إن هذا السؤال يكثف كل الجهد التحليلي الذي ينهض حوله كتاب الإعلامية مونية المنصور. بيد أنها أضافت أن الكاتبة لا تتعامل مع هذا السؤال – المنطلق كسؤال بسيط يضع في أفق انتظاره جوابا قطعيا، بل إنها تنقله من سجل الوعي الحسي وردود الفعل الجاهزة والمقاربات النمطية إلى سجل التفكير العلمي بأدواته النقدية الصارمة.

كتاب الإعلامية والباحثة مونية المنصور، الواقع في 312 من الحجم المتوسط، يتضمن قسمين الأول: " الأسرة والتلفزيون: إشكالية القيم " تتناول في فيه من خلال فصلين اثنين، تحولات الأسرة والتلفزيون الإعلام، والقيم في التلفزيون والأسرة. أما القسم الثاني، فخصصته الباحثة لتحليل مضمون البرنامج التلفزي " مداولة" الذي يعرض على التلفزيون المغربي، وذلك من خلال مقاربة القيم الأسرية التي يروج لها البرنامج، ومقارنتها على ضوء الأرقام والمؤشرات المتوفرة بناء على مرجعيات نظرية.