العسيبي: رسالة نتانياهو وصلت للشعب المغربي والرباط ليست حائطا قصيرا

العسيبي: رسالة نتانياهو وصلت للشعب المغربي والرباط ليست حائطا قصيرا نتنياهو
في قضية خريطة من تطلب رأسه العدالة الدولية، رئيس وزراء إسرائيل، كما عرضها بإحدى القنوات الفرنسية، لا يمكن فيها سوى الاستناد إلى الوقائع، كما نراها تحليليا في ما يلي:
- زعيم التيار التلمودي المتطرف نتنياهو، ليس أعمى وليس بليدا قبل أن يحمل الخريطة بين يديه. ورسالته وصلت.
- عمليا أصبحت تل أبيب تقلد باريس في اللعب على ورقة وحدتنا الترابية ضمن الحساب المغاربي، حيث اللعب على الحبال بين المغرب والجزائر. 
- بلاغ الاعتذار المنسوب لرئاسة الوزراء الإسرائيلية يعتمد أسلوبا مفضوحا في مجال مكر الديبلوماسية.. الصورة مررت وهذا هو المبتغى والاعتذار كتقنية بعد ذلك هو لمحاولة ربح الزبدة وفلوس الزبدة. والمغرب والمغاربة ليسوا سذج سياسة.
- ميدانيا البلد الذي لم تمنع ولم تقمع فيه المظاهرات للتضامن مع فلسطين في الشارع العام بشكل شبه يومي هو المغرب ويشكل رجل الشارع المغربي فعليا وفي الساحات العمومية جزء من ضمير العالم الحي وهو أمر يقلق كثيرا بايدن بواشنطن قبل جماعة تل أبيب. بينما لم يسمح لأي مظاهرة واحدة في الشارع العام بالجزائر إلى اليوم. هنا يكون لحمل الخريطة تلك بالتحديد معنى واضح أن إسرائيل غاضبة من المغرب وراضية بغزل من النظام الجزائري (الذي سبق والتقى بعض من أبنائه ضمنهم المرحوم بوتفليقة مرتين شيمون بيريز في إسبانيا كمثال فقط). 
- كما أفهم الأمور الرباط ليست حائطا قصيرا، ولها كل القدرة للتصرف بما تقتضيه مصالحها القومية العليا (مثلما تفعل تركيا). بدليل استمرار دعمها الفعلي في الميدان للفلسطينيين في القطاع والضفة والقدس. وأنها في دواليب الديبلوماسية تصدر عن نفس الموقف "لا تنازل عن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية". بذات الصلابة التي لا تنازل فيها عن أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.
- هناك أمور سربت بعض معلوماتها يومية لوموند الفرنسية منذ أسابيع مرتبطة بغزة ومستقبل قيادات حماس قبلتها الجزائر وتحفظ حولها المغرب. لأن الرباط مع حل فوق الأرض الفلسطينية مع الفلسطينيين كل الفلسطينيين وليس مع الترحيل، في تكرار لسيناريو بيروت ولبنان.  
- دعم وحدة الصف الفلسطيني واستقلال القرار الوطني التحرري للفلسطينيين كل الفلسطينيين بلا وصاية، وصحوة الضمير العالمي كقوة ضغط غيرت الكثير من اليقينيات الغربية، هي معركة كل أحرار العالم اليوم وضمنهم الشعب المغربي. أما حسابات الدول فلها قواعدها ومفاوزها التي بعضها فيه أشواك وأشواك دامية أحيانا حسب وزنها وما تسمح به ممكنات إمكانياتها وأوراق تحركها (علينا أن لا ننسى أيضا أن منطق اللوبيات وسيلة سياسية في بلورة القرارات بواشنطن كقوة عظمى في مجلس الأمن وكل يوظفها بما يخدم مصالحه القومية العليا). 

بالتالي الرسالة وصلت. 
والجواب حولها ، أن الصحراء قضية وجود، لا قضية حدود، عندنا مغربيا وللي عندو الشلاغم ليأتي ويخرجنا منها.