الساحلي: هذه هي دوافع الأصوليين الذين يسعون لنسف مهرجان موازين

الساحلي: هذه هي دوافع الأصوليين الذين يسعون لنسف مهرجان موازين مشهد من احتفال الجممهور المغربي بموازين ( أرشيف)
كلما اقترب موعد مهرجان موازين أخرجت أنيابَها قوى الظلام، وفي مقدمتها "البيجيديون"، ومن معهم من فصائل التكفير والمتاجرة بالدين، وذلك بدعاوى الإساءة إلى الأخلاق وتبذير المال العمومي وغيرها من أقمصة البهتان البالية.
أما المرافعة باسم الأخلاق، فلقد جربناها حين كانوا يعبثون بالمثل والقيم المشتركة داخل الوزارات التي تحملوا مسؤوليتها. مثلما عرفناهم كائنات منحلة تقول ما لا تفعل بحيث لا تتردد في مخالفة الوعود الانتخابية مع استمرار كذبهم اليومي على المواطنين.
 
وأما المراجعة باسم الدفاع عن المال العمومي، فلقد شاهدنا كيف أساؤوا للمواطن عبر كل آليات التبذير الحقيقي حين سمحوا بتحرير سوق المحروقات ليتركوا المغاربة عراة أمام سعير الحياة اليومية، وبالتخلي عن مشروع التوظيف مما عرض الكثير من الشباب إلى الضياع واليأس. مثلما رأينا سلوكهم المنافق كما يقترف بعضه كبيرهم الذي علمهم السحر بحيث لا يزال إلى اليوم يتمتع براتب شهري غير مستحق في الوقت الذي بإمكان ذلك الدخل المليوني أن يعتق حياة كثير من أبنائنا الفقراء.
 
لكن الحقيقة توجد في مكان آخر. إنهم، بالهجوم على موازين، يكونون مستهدفين ما هو أخطر: الإساءة إلى المؤسسة الملكية التي خططت لتكون الرباط عاصمة الأنوار بحيث ما المهرجان إلا حلقة من عدد من الحلقات المتجلية، على سبيل المثال، في إقامة متحف للفنون المعاصرة وغيرها من المنشآت الكبرى، وفي إصلاح الكورنيش ليكون معلمة ترفيهية وسياحية مثلى.
 
وهم يهدفون في نفس الوقت إلى الإساءة إلى أفراد من المحيط الملكي الذين يقتفون أثر قائد البلاد بحيث يجتهدون من أجل تمتيع المغاربة بمبادرات فنية وثقافية في طنجة والصويرة والعيون والداخلة ومراكش، وفي غيرها من المدن المغربية.
ثم هناك الاستهدافات التخريبية الأخرى كالسعي إلى ضرب الدينامية التي يفجرها موازين وغيره من المهرجانات الدولية التي تحتضنها بلادنا. إذ لا أحد بإمكانه أن ينكر فضائل مثل هذه المهرجانات إلا إذا كان جاهلا ماكرا ومناورا. فمثل هذه المهرجانات ليست فقط، كما يصورها الأصوليون، مرافق للغناء والرقص والفرح. ولكنها أيضا فرص اقتصادية وسياحية
تهم حياة الفنادق والمطاعم ووسائل النقل وكل العناصر الاخرى التي ترتبط بالمعنى السامي للصناعة الثقافية.
 
وبناء عليه يحق للمغاربة أن يفخروا بمهرجان موازين مع طموحهم المشروع لتطوير هذا اللقاء الدولي سعيا إلى مزيد من  التجويد وتجنب التعترات التنظيمية او البرمجة واختياراتها. مثلما يحق لهم أن يفخروا بكل الضوء الثقافي والفني الذي يشع في بلادنا لأنه يعطي الثقة للعالم بوجود المغرب المتفتح على الفنون، وعلى كل مناحي الحياة، والمرتبط بجديد تحولات الثقافة والمجتمع.