صدر مؤخرا للكاتب والباحث حسن إغلان رواية جديدة بعنوان"البحث عن مناضل" عن دار سليكي أخوين/ طنجة، وهي الرواية الرابعة بعد رواية "الظل الآخر" و "سيدة العتمات" إضافة إلى خمس مجاميع قصصية آخرها عن نفس الدار"مكتبة الشيطان". نقرأ على غلاف الرواية ما يلي:
أين سأجد هذا المناضل لأشتريه كي يعطي لما تبقى من حياتي الألق والمعنى ؟ قيل لي إن المناضلين علقوا أحذيتهم وسراويلهم على حبل غسيل الذاكرة. عوضت الدولة غالبيتهم، وانكمشوا بين الصور والذكريات. الجميل في هؤلاء هو أنهم كتبوا سيرهم الذاتية، قرأتها كلها، من تازمامارت إلى درب مولاي الشريف، السجن المركزي وأماكن أخرى أخفتها الصور في بِرواز خافت. كلها تلتقي في الأنين المنبعث من صداع الرأس والتعذيب، أو بالأحرى هي سير تتأرجح بين الضحية والجلاد ... الجلادون في تلك المرحلة وفي مراحل أخرى يقتاتون على ألم الآخر، حتى وإن اعترف بكل شيء ولا شيء، وأنا لا أريد التمتع بهذه الكتابات التي تحكي وتحاكي صورا أخرى مبثوثة في التاريخ والجغرافيا، السجن مرعب ولو لأتفه الأسباب، والتعذيب أكثر رعبا وإن كان استعارة ومجازا. الجسد يتحمل كل شيء باستثناء أعضائه الحساسة، السجين لا يظهرها إلا في عزلته، هو الآن مكشوف أمام جلاديه ومحققيه، لا يقوى على سترها بيديه، يحاول الجلاد إقبار رجولته، والضحية تئن وتبكي عنوة، وهو لا يرى أي شيء...