بعث المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل بجوابه عن سؤال كانت قد وجهته النائبة البرلمانية فاطمة التامني عن حزب فيدرالية اليسار تساءلت من خلاله عن "أي تصور لإنقاذ معلمة قصبة الوليدية.
وجاء في رده عن سؤال نفس البرلمانية، مؤكدا على أن قصبة الوليدية "تعتبر من المعالم التاريخية المهمة بالمنطقة" موضحا في جوابه أنه "نظرا لكونها من المعالم التي تضررت من زلزال الحوز" وعلى إثر ذلك "قامت وزارة الثقافة والشباب والتواصل بإنجاز دراسة تشخيصية في إطار برنامج المباني التاريخية المتضررة من الزلزال".
وأكد المهدي بنسعيد بأن الوزارة قد خصصت لمعلمة قصبة الوليدية مبلغ 20 مليون درهم من أجل ترميمها وتأهيلها، من خلال توزيع مبلغ الترميم والتأهيل على سنتي 2024 و2025.
من جهة أخرى أوضح المهدي بنسعيد في جوابه بالقول: "الوزارة حاليا بصدد إعداد إتفاقية انتدابية بهذا الخصوص مع شركة الدار البيضاء للإسكان".
وحسب جواب الوزير فإن مشروع ترميم وتأهيل قصبة الوليدية يهدف بالأساس إلى تدعيم وإصلاح الأجزاء المتضررة والمتآكلة لبنية الجدران، ثم ترميم واجهات الأسوار الداخلية والخارجية لقصبة الوليدية، بالإضافة إلى ترميم وتهيئة مبنى المدخل الرئيسي، علاوة على تهيئة الفضاءات المتواجدة بمحيط قصبة الوليدية.
وكانت النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء التامني عن حزب فدرالية اليسار قد وجهت سؤالا كتابيا لوزير الثقافة والشباب والتواصل حول فشل مشروع ترميم قصبة الوليدية التاريخية، مشدّدة في مستهل سؤالها على أن قصبة الوليدية تعتبر من المآثر التراثية والحضارية والثقافية التي تشهد الوثائق والمراجع والمصادر، على عصرها التاريخي الحافل بالتراكمات الإنسانية.
واستغربت بقولها أن عملية ترميم قصبة الوليد السعدي الذي تنسب إليه الوليدية، كمعلمة تاريخيةً، لم تعرف أجرأة وتفعيل مطالب المجتمع المدني بمدينة الوليدية ذات الصلة بملف الترميم.
وأبرزت في سؤالها السابق بأن قصبة الوليدية التاريخية قد تعرضت بدل ترميمها وصيانتها لتشوهات كارثية طالت معالمها الحضارية التي تحولت بقدرة قادر إلى مستودع ومحجز للمتلاشيات ومحجوزات البناء العشوائي، وحضيرة للحيوانات.
وطالبت النائبة البرلمانية في سؤالها الموجه لوزير الثقافة والشباب بالكشف عن أسباب فشل كل مبادرات الترميم التي ترافعت من أجلها فعاليات المجتمع المدني مدة عقدين من الزمن، في علاقة بما تتعرض له ذات القصبة من تدمير وتشويه للمعالم والآثار والمرافق والأبواب والأسوار التاريخية؟ وما هي استراتيجية الحكومة من أجل إنقاذ قصبة الوليدية؟ وما هي الأسباب التي عطلت مشروع رد الروح الحضارية والتاريخية والثقافية لمعلمة القصبة ولمدينة الوليدية السياحية؟.
ومعلوم أن "أنفاس بريس" كانت قد تناولت في سلسلة حلقات حول معلمة قصبة الوليدية، وكشفت بالوثائق على إشراقاتها التاريخية من خلال إشعاعها الدولي وفشل مبادرات الترميم، وكيف تم تهميش وتدمير لؤلؤة دكالة، حيث طرحنا أربعة مداخل لمعالجة اختلالات الوضع البيئي بمدينة الوليدية وتأهيل قصبة الوليدية.