جامعة الكرة الحديدية تنظم البطولة الإفريقية بمراكش بلمسة دولية في هذا التاريخ

جامعة الكرة الحديدية تنظم البطولة الإفريقية بمراكش بلمسة دولية في هذا التاريخ خالد المنصوري رئيس الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية

تعتبر رياضة الكرة الحديدية من الرياضات الشعبية المغربية، التي تستقطب شريحة اجتماعية عريضة من مختلف مناطق المغرب، وخصوصا فئة المتقاعدين بالمدن الصناعية والفوسفاطية التي أدخل إليها الفرنسيون هذه اللعبة منذ عهد الحماية.

في هذا السياق أنجب رحم العديد من الأندية وقتئذ عدة نجوم وأبطال خلدوا أسمائهم بمداد الفخر على المستوى الوطني، مثل أندية مدن اليوسفية وأسفي وخريبكة والدار البيضاء ومراكش وأكادير وغيرهم من الأندية المشابهة، بل أن من هؤلاء الأبطال والنجوم في زمننا هذا، من انخرط في أندية خارج الوطن، بالموازاة مع أداء واجباتهم المهنية كسائر مغاربة العالم المهاجرين إلى أوروبا.

مثل سائر الجامعات الرياضية التي سجلت حضورا قاريا ودوليا، عرفت الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية بدورها حضورا قويا، بعد تطوير أداء أجهزتها الجهوية ـ العصب ـ والارتقاء بالجانب القانوني والتنظيمي والتقني فضلا عن الجانب التكويني والتواصلي، حيث لا يمكن الحديث عن رياضة الكرة الحديدية دون استحضار منجزات أبطال وبطلات المنتخب الوطني ذكورا وإناثا الذين طوّعوا كرات الحديد بلمساتهم المبهرة سواء على مستوى المناورة، أو على مستوى التصويب بالدقة، بصبر وثبات في الملتقيات الدولية والتظاهرات القارية والعربية.

كُرَاتٌ مِنْ حَدِيدٍ وَعَلَاقَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ

في هذا السيّاق، نستحضر شعارات كثيرة يحفظها ممارسي رياضة الكرة الحديدية بمختلف أندية جهات المغرب، منها على سبيل المثال لا الحصر شعار "كُرَاتٌ مِنْ حَدِيدٍ وَعَلَاقَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ" أو ما يحفظونه من آيات كتاب القرآن الكريم في وصف معدن الحديد بأن "فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعٌ لِلنَّاسِ"، لذلك نجد خيطا رفيعا يربط بين الممارسة الرياضية كهدف، وبين تقوية وتعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي تسود وسط ملاعب هذه الرياضة المتفردة.

هل يحافظ المنتخب الوطني على لقب البطولة الإفريقية في نسختها الثامنة؟

من المعلوم أن نجوم وأبطال المنتخب المغربي للكرة الحديدية قد خلّدوا من خلال مشاركاتهم السابقة في كأس بطولة افريقيا حضورا متميزا، حيث تمكنوا من حصد ما مجموعه 12 ميدالية، منها 5 ميداليات ذهبية، و3 ميداليات فضية و4 ميداليات نحاسية على صعيد مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الإفريقية. دون أن ننسى أن المغرب يحمل لقب النسخة الثامنة من البطولة الافريقية للكرة الحديدية صنف الذكور في نونبر 2021 بعاصمة بوركينافاصو ـ وكادوكو.

عرس إفريقي بمدينة سبعة رجال

هذا الزّخم من التراكمات المشرقة جعل المغرب يظفر بشرف تنظيم النسخة التاسعة للبطولة الإفريقية برسم سنة 2024، والتي ستقام وتحتضنها مدينة سبعة رجال، من يوم 6 إلى 9 يونيو 2024، في هذا السياق أكد خالد المنصوري رئيس الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية في تصريحه بأن "النسخة التاسعة لبطولة كأس إفريقيا ستشهد مشاركة 18 دولة إفريقية من أصل 24 دولة في انتظار التوصل بما يفيد مشاركة باقي الدول الإفريقية".

وأكد المنصوري بقوله أن الجامعة بكل مكوناتها إلى جانب العصبة الجهوية مراكش أسفي "لنا اليقين، ولنا العزيمة لتنظيم واحتضان فعاليات البطولة الإفريقية للكرة الحديدية بعاصمة السياحة مدينة مراكش المغربية. ولنا الإرادة والإصرار أيضا لإقامة أحسن تنظيم يرقى إلى المستوى العالمي". وأشار خالد المنصوري بأن الجامعة "قد توصلت بلائحة مشاركة 18 منتخبا ينتمون لـ 18 دولة إفريقية من أصل 24 دولة منخرطة في الجامعة الدولية للكرة الحديدية". موضحا في ذات السياق بأن المنتخب المغربي سيشارك بـ "ثلاثيتين إناث وثلاثيتين ذكور".

اختيار المغرب له ما يبرره على جميع المستويات

يرى مراقبون مهتمون برياضة الكرة الحديدية ومتابعون للحدث الإفريقي بمدينة مراكش أن احتضان عاصمة المغرب السياحية مدينة مراكش للبطولة الإفريقية للكرة الحديدية برسم سنة 2024، "يؤكد بأن الاختيار له طعم خاص، وتترجمه الثقة الصادقة على مستوى البنية الإستقبالية، والبعد التنظيمي الجيد، إلى جانب ما تزخر به عاصمة النخيل من كنوز الحضارة والتاريخ، كمركز سياحي يزخر بالعديد من المواقع الأثرية، والفنون التراثية الراقية المادية واللامادية".

واعتبروا أن المغرب قد أصبح "بلدا رائدا في تنظيم البطولات الرياضية القارية والدولية والعربية على جميع الأصعدة"، مما يسمح له بشهادة الجميع احتضان مثل هذه التظاهرة القارية التي "تندرج في إطار خيار ثقافة وسياسة الانفتاح على إفريقيا كخيار استراتيجي يكرس سمعة المؤسسات الوطنية على مستوى تنظيم التظاهرات الكبرى"

العد العكسي لانطلاق العرس الإفريقي الرياضي بمراكش

علمت جريدة "أنفاس بريس" من مصادرها الخاصة، أن الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية قد تجاوزت كل الصعوبات والتحديات ذات الصلة بما هو لوجستيكي وتقني، وحسمت في ملفات الاستقبال والتنظيم والنقل والإقامة والتغذية، والترفيه، بما في ذلك مشكل القاعة المغطاة التي ستحتضن النسخة التاسعة لكأس البطولة الإفريقية للكرة الحديدية، على اعتبار أن إكراه ملاعب الكرة الحديدية يتجلى في اختلافها الكلي عن ملاعب كرة القدم المعشوشبة أو ملاعب الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة...بحكم أن ملاعب الكرة الحديدية تتكون من أرضية مفروشة بالأتربة والحصى حسب المعايير الدولية المعروفة، وهذه هي الإشكالية الوحيدة التي كانت مطروحة وتم تجاوزها والحسم فيها.

على سبيل الختم

ارتباطا بملف ملاعب الكرة الحديدية داخل القاعة بالمواصفات الدولية، ترى جريدة "أنفاس بريس" أنه قد بات من المفروض على مجموعة من المؤسسات المنتخبة والاقتصادية، أن تنخرط وتحسم في هذا الأمر من خلال تفعيل الشراكات التي تشتغل عليها الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية، في أفق إحداث "بولو دروم" ببعض جهات المملكة، قبل صدور قرار تحويل لعبة الكرة الحديدية إلى رياضة أولمبية.