الموت الفجائي فـي ملاعب الكرة .. لاعبون اختطفهم الموت وتحولوا لقصص وداع مفاجئ

الموت الفجائي فـي ملاعب الكرة .. لاعبون اختطفهم الموت وتحولوا لقصص وداع مفاجئ يوسف‭ ‬بلخوجة (يمينا) وجواد‭ ‬أقدار
أعادت‭ ‬وفاة‭ ‬لاعب‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات‭ ‬أيوب‭ ‬آيت‭ ‬عيشت‭ ‬المفاجئة،‭ ‬إلى‭ ‬أذهان‭ ‬الرياضيين‭ ‬المغاربة،‭ ‬حوادث‭ ‬وفيات‭ ‬لاعبين‭ ‬سقطوا‭ ‬مغمى‭ ‬عليهم‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬أو‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬انتهائها‭.   ‬
وشهدت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬حوادث‭ ‬مماثلة،‭ ‬لوفاة‭ ‬مفاجئة‭ ‬للاعبين‭ ‬ومدربين‭ ‬وحكاما‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الوطنية‭. ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬حالة‭ ‬يوسف‭ ‬بلخوجة،‭ ‬لاعب‭ ‬نادي‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬وجواد‭ ‬أقدار،‭ ‬لاعب‭ ‬حسنية‭ ‬أكادير،‭ ‬ثم‭ ‬عادل‭ ‬التكرادي‭ ‬لاعب‭ ‬أولمبيك‭ ‬خريبكة،‭ ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬قلوبها‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬لياقتها‭ ‬البدنية‭. ‬
الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬الاحترافية‭ ‬بل‭ ‬تضرب‭ ‬الدوريات‭ ‬الهاوية‭ ‬أيضا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬المباريات‭ ‬المصنفة‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬العالي‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬الفجائي‭. ‬

‭"‬الوطن‭ ‬الآن"‭  ‬تستعرض‭ ‬أبرز‭ ‬الحالات‭ ‬الدرامية‭ ‬لنكبات‭ ‬الملاعب،‭ ‬وقصص‭ ‬حالات‭ ‬الوداع‭ ‬الأخير‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬مخلفين‭ ‬حزنا‭ ‬وحسرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬عائلاتهم‭ ‬ومحبيهم‭.‬

 
لاعب‭ ‬بلدية‭ ‬ورزازات‭ ‬يلفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ
شاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬يلفظ‭ ‬الشاب‭ ‬أيوب‭ ‬أيت‭ ‬عيشت‭ ‬أنفاسه‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬عقب‭ ‬تعرضه‭ ‬لأزمة‭ ‬قلبية،‭ ‬مات‭  ‬لاعب‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لمدينة‭ ‬ورزازات،‭ ‬وعمره‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬25‭ ‬سنة‭. ‬

أعلن‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات،‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الهواة،‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الرسمي‭ ‬بموقع‭ ‬فيسبوك"،‭ ‬عن‭ ‬رحيل‭ ‬لاعبه‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‭ ‬"الخلوق"،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬البيان:‭ ‬"إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬لاعبنا‭ ‬الخلوق‭ ‬أيوب‭ ‬أيت‭ ‬عيشت،‭ ‬تعازينا‭ ‬الحارة‭ ‬لأفراد‭ ‬عائلته‭ ‬ولجميع‭ ‬مكونات‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات‭ ‬وللجمهور‭ ‬الورزازي‭ ‬كافة"‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أرسلت‭ ‬"العصبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬هواة"‭ ‬ممثلة‭ ‬بشخص‭ ‬رئيسها،‭ ‬جمال‭ ‬كعواشي،‭ ‬رسالة‭ ‬تعزية‭ ‬للنادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬هيئات‭ ‬رياضية‭ ‬أخرى‭ ‬بتقديم‭ ‬التعازي‭ ‬في‭ ‬رحيل‭ ‬لاعب‭ ‬كان‭ ‬يتأبط‭ ‬أحلام‭ ‬النجومية‭. ‬

كان‭ ‬أيوب‭ ‬مهووس‭ ‬بالكرة‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬مساره‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سلا‭ ‬حيث‭ ‬حمل‭ ‬قميص‭ ‬الجمعية‭ ‬السلاوية‭ ‬والصفاء‭ ‬السلاوي،‭ ‬وخاض‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬فرق‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عبوره‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬للمنتخب‭ ‬الوطني‭. ‬
 
في‭ ‬ملعب‭ ‬ابن‭ ‬سليمان‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬لاعب‭ ‬نجم‭ ‬الشباب‭ ‬
توفي‭ ‬لاعب‭ ‬نجم‭ ‬الشباب‭ ‬البيضاوي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬رضا‭ ‬الساقي،‭ ‬أثناء‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جمع،‭ ‬الأحد‭ ‬11‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬فريقه‭ ‬بمضيفه‭ ‬حسنية‭ ‬بن‭ ‬سليمان،‭ ‬برسم‭ ‬منافسات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬لبطولة‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬هواة‭ ‬(شطر‭ ‬الشمال)‭. ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬معه‭ ‬حكم‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬توقيف‭ ‬المباراة‭.‬

‭ ‬شارك‭ ‬رضا‭ ‬الساقي‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬كلاعب‭ ‬أساسي،‭ ‬وسقط‭ ‬مغميا‭ ‬عليه‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬الملعب،‭ ‬وتدخل‭ ‬الجهاز‭ ‬الطبي‭ ‬لإسعافه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬حيث‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬الملعب‭. ‬

حسب‭ ‬المعطيات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬فإن‭ ‬حافلة‭ ‬الفريق‭ ‬البيضاوي‭ ‬قد‭ ‬عرجت‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬المحمدية،‭ ‬حيث‭ ‬يقطن‭ ‬اللاعب‭ ‬رضا‭ ‬وتم‭ ‬تناول‭ ‬الإفطار‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬قبل‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭. ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬طبيعية‭ ‬فلا‭ ‬أعراض‭ ‬تبدو‭ ‬على‭ ‬اللاعب‭ ‬الساقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬حالات‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المباراة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬نهايته‭ ‬وشيكة‭. ‬

توقفت‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬الدقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬المسجلة‭ ‬ميدانيا‭ ‬هي‭ ‬التعادل‭ ‬السلبي‭ ‬(0/0). وبعد‭ ‬أيام‭ ‬أعادت‭ ‬العصبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬هواة‭ ‬المباراة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬توقفها،‭ ‬قبل‭ ‬أربعينية‭ ‬الفقيد‭ ‬الساقي‭.‬
‭ ‬
أزمة‭ ‬قلبية‭ ‬تنهي‭ ‬حياة‭ ‬حكم‭ ‬مغربي‭ ‬شاب‭ ‬وسط‭ ‬الملعب‭ ‬بالمحمدية
توفي‭ ‬الحكم‭ ‬المغربي‭ ‬الشاب‭ ‬أسامة‭ ‬الشعيبي‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬لأزمة‭ ‬قلبية،‭ ‬الأحد‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬أثناء‭ ‬إدارته‭ ‬لمباراة‭ ‬نادي‭ ‬لانوريا‭ ‬بن‭ ‬يخلف‭ ‬وسيدي‭ ‬مومن‭ ‬لفئة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬ضمن‭ ‬منافسات‭ ‬عصبة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬بمدينة‭ ‬المحمدية‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬أنفاسها،‭ ‬سيلفظ‭ ‬الحكم‭ ‬الشاب‭ ‬أسامة‭ ‬أنفاسه‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬بضواحي‭ ‬المحمدية،‭ ‬حين‭ ‬سقط‭ ‬الحكم‭ ‬أرضا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬المباراة‭ ‬دقائقها،‭ ‬فعاش‭ ‬اللاعبون‭ ‬والمدربون‭ ‬والمتفرجون‭ ‬حالة‭ ‬ذهول،‭ ‬فقد‭ ‬فوجئ‭ ‬الجميع‭ ‬بسقطة‭ ‬الحكم‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬اعتاد‭ ‬فيه‭ ‬الجمهور‭ ‬سقوط‭ ‬اللاعبين‭. ‬وقال‭ ‬شاهد‭ ‬عيان‭ ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬الشاب‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬ساعته‭ ‬وكأنه‭ ‬يعد‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬دقائق‭.‬

ورغم‭ ‬نقل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬عبر‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬بالمحمدية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭ ‬هناك،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬عصبة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الكبرى‭.‬
 
يوسف‭ ‬بلخوجة‭.. ‬فاجعة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الديربي‭ ‬
لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الثمانين‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬الذين‭ ‬تابعوا‭ ‬مباراة‭ ‬الوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬البيضاويين‭ ‬من‭ ‬مدرجات‭ ‬مركب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬وملايين‭ ‬المتتبعين‭ ‬أمام‭ ‬التلفاز،‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬السقوط‭ ‬المفاجئ‭ ‬لمدافع‭ ‬الوداد‭ ‬البيضاوي‭ ‬على‭ ‬رقعة‭ ‬الملعب،‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬شتنبر‭ ‬2001،‭ ‬سيتحول‭ ‬إلى‭ ‬فاجعة‭ ‬حقيقية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أفراد‭ ‬الطاقم‭ ‬التقني‭ ‬للوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬يظنون‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬جسد‭ ‬بلخوجة‭ ‬سيأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬كثيرا‭ ‬بل‭ ‬وسيتحول‭ ‬إلى‭ ‬مأساة،‭ ‬حتى‭ ‬أكبر‭ ‬المتشائمين‭ ‬لم‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬المباراة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬بين‭ ‬الغريمين‭ ‬التقليديين‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬بلا‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة‭ ‬إلا‭ ‬رائحة‭ ‬الموت‭.‬

أوقف‭ ‬سعيد‭ ‬الطاهري،‭ ‬الحكم‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬المباراة،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬هيفتي،‭ ‬طبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬التدخل‭ ‬العاجل‭ ‬لإسعاف‭ ‬لاعب‭ ‬كان‭ ‬أشبه‭ ‬بشخص‭ ‬مصاب‭ ‬بالصرع،‭ ‬لاحظ‭ ‬اللاعبون‭ ‬أن‭ ‬زميلهم‭ ‬ابتلع‭ ‬لسانه‭ ‬وأن‭ ‬عينيه‭ ‬جاحظتان‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استنفر‭ ‬أيضا‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬للرجاء‭ ‬البيضاوي‭ ‬وطبيبا‭ ‬مختصا‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬المباراة‭ ‬من‭ ‬المنصة‭ ‬الشرفية‭.‬

تبين‭ ‬لطبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬بعد‭ ‬المعاينة‭ ‬الأولية،‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة،‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بسيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقل‭ ‬المصاب،‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬غيبوبته،‭ ‬إلى‭ ‬مصحة‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬الملعب‭ ‬إلا‭ ‬بمائتي‭ ‬متر،‭ ‬فور‭ ‬وصول‭ ‬اللاعب،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ممددا‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬بقميص‭ ‬الوداد،‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬لفظ‭ ‬آخر‭ ‬أنفاسه،‭ ‬أمام‭ ‬ذهول‭ ‬الجميع‭. ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬أعد‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬تقريرا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬سكتة‭ ‬قلبية‭.‬

استغرب‭ ‬والد‭ ‬يوسف‭ ‬وتساءل‭ ‬كيف‭ ‬للاعب‭ ‬أشرف‭ ‬عليه‭ ‬أربعة‭ ‬أطباء:‭ ‬طبيب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬طبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬طبيب‭ ‬الأهلي‭ ‬القطري،‭ ‬طبيب‭ ‬الكاك،‭ ‬أن‭ ‬يعاني‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬القلب،‭ ‬"لقد‭ ‬انتهى‭ ‬الأجل"‭.‬
 
التكرادي‭.. ‬إسم‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬للتداريب‭ ‬وعلى‭ ‬شاهد‭ ‬قبر
أصل‭ ‬النكبة‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬5‭ ‬نونبر‭ ‬سنة‭ ‬1997،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭ ‬الخريبكي‭ ‬تجري‭ ‬حصة‭ ‬تدريبية‭ ‬عادية‭ ‬رفقة‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬مصطفى‭ ‬مديح،‭ ‬فجأة‭ ‬انهار‭ ‬عادل،‭ ‬واعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بحالة‭ ‬مغص،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬التكرادي‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬حراك،‭ ‬ولأن‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬لا‭ ‬تحضر‭ ‬في‭ ‬الحصص‭ ‬التدريبية‭ ‬فقد‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬اللاعب‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬عادل‭ ‬التكرادي،‭ ‬حسب‭ ‬إفادات‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مرض‭ ‬أو‭ ‬أعراض‭ ‬جانبية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬خضع‭ ‬قبل‭ ‬التحاقه‭ ‬بمعهد‭ ‬مولاي‭ ‬رشيد،‭ ‬لفحوصات‭ ‬طبية‭ ‬أكدت‭ ‬سلامته،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بلياقة‭ ‬بدنية‭ ‬قوية‭ ‬وبقامة‭ ‬نموذجية‭ ‬وبسرعة‭ ‬خارقة،‭ ‬لكن‭ ‬النادي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬ملفات‭ ‬طبية‭ ‬مرافقة‭ ‬للاعبين‭ ‬تضبط‭ ‬أدق‭ ‬تفاصيل‭ ‬حالاتهم‭ ‬الصحية‭.‬

نفى‭ ‬التشريح‭ ‬الأولي‭ ‬الذي‭ ‬خضع‭ ‬له‭ ‬اللاعب‭ ‬قبل‭ ‬دفن‭ ‬جثمانه،‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬خلال‭ ‬الحصة‭ ‬التدريبية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الرجل‭ ‬إلى‭ ‬جثة‭ ‬هامدة،‭ ‬وسجل‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬وفاة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توقف‭ ‬نبضات‭ ‬القلب‭.‬
 
جواد‭ ‬أقدار‭.. ‬الثواني‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬لاعب‭ ‬هداف
حين‭ ‬انتهت‭ ‬مباراة‭ ‬فريق‭ ‬حسنية‭ ‬أكادير‭ ‬بالنادي‭ ‬القنيطري‭ ‬بالتعادل‭ ‬السلبي‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬أكتوبر‭ ‬2012،‭ ‬تفرق‭ ‬الجمع‭ ‬والحزن‭ ‬يجتم‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬جمهور‭ ‬سوسي‭ ‬يعتبر‭ ‬التعادل‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬الدار‭ ‬هزيمة‭ ‬مقنعة‭. ‬كان‭ ‬اللاعب‭ ‬جواد‭ ‬أقدار‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬غادر‭ ‬الملعب‭ ‬رفقة‭ ‬زميله‭ ‬حيسا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدى‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب،‭ ‬التحق‭ ‬اللاعبان‭ ‬بالفندق‭ ‬حيث‭ ‬امتطيا‭ ‬سيارة‭ ‬جواد،‭ ‬وفي‭ ‬شارع‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬لاحظ‭ ‬حيسا‭ ‬ارتباكا‭ ‬في‭ ‬القيادة،‭ ‬فأوقف‭ ‬السيارة‭ ‬تفاديا‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه‭. ‬ثم‭ ‬اتصل‭ ‬هاتفيا‭ ‬بطبيب‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬أقدار‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المصحات‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وبعد‭ ‬لحظات‭ ‬صدر‭ ‬البيان‭ ‬الصادم،‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬وفاة‭ ‬اللاعب‭ ‬"بسبب‭ ‬سكتة‭ ‬قلبية‭ ‬وهو‭ ‬يسوق‭ ‬سيارته"‭. ‬باءت‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬إسعافه‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬طاقم‭ ‬طبي‭ ‬بإحدى‭ ‬عيادات‭ ‬أكادير‭  ‬بالفشل،‭ ‬وأسلم‭ ‬جواد‭ ‬أقدار‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬باريها‭ ‬وعمره‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬28‭ ‬سنة‭.‬

لعب‭ ‬جواد‭ ‬الثمانية‭ ‬دقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬الحسنية‭ ‬بالكاك،‭ ‬ومن‭ ‬عمره‭ ‬الذي‭ ‬قضاه‭ ‬راكضا‭ ‬وراء‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬خريبكة‭ ‬والرباط‭ ‬وتطوان‭ ‬وجدة‭ ‬ثم‭ ‬أكادير،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬نقل‭ ‬الجثمان‭ ‬إلى‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭ ‬بخريبكة‭ ‬حيث‭ ‬ووري‭ ‬الثرى‭ ‬في‭ ‬موكب‭ ‬جنائزي‭ ‬كبير،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬والده‭ ‬تشريح‭ ‬الجثة،‭ ‬تاركا‭ ‬عشرات‭ ‬الأسئلة‭ ‬المقلقة‭ ‬حول‭ ‬أسرار‭ ‬دفنت‭ ‬مع‭ ‬الراحل،‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬وفاته‭ ‬نسخة‭ ‬منقحة‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬مماثلة‭ ‬ليوسف‭ ‬بلخوجة‭ ‬ولعادل‭ ‬التكرادي،‭ ‬ولكثير‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬ماتوا‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬بعد‭ ‬ومضة‭ ‬تألق‭ ‬قصيرة‭.‬