ويشارك كل من الفنانين منير عياش ومريم بناني وهشام برادة وسارة صادق ويوسف أوباهو في تمثيل المغرب في هذا الحدث، من خلال عرض أعمالهم الإبداعية ذات الطابع المستقبلي منضمين إلى ثلاثة عشر فنانا آخرا من مختلف الدول العربية.
ويقدم معرض "(ARABOFUTURS).. الخيال العلمي والتصورات الجديدة"، والذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 أكتوبر المقبل، رحلة غامرة لزواره في عوالم الخيال العلمي والتصورات العربية الجديدة. ويهدف الحدث إلى أن يكون بمثابة مقدمة لهذا المختبر الرائع والديناميكي للأفكار الذي ينتشر في جميع مجالات الإبداع.
وخلال هذه التظاهرة الفنية، يجدد منتجو الأفلام والفنانون التشكيليون والمصورون ومصممو الأداء الآفاق ويعيدون تعريف الهويات ويسعون إلى تقديم سرديات جديدة، من العولمة إلى الحداثة والبيئة والهجرة والنوع والتحرر من الاستعمار، وغيرها من التيمات.
ويقدم الفنانون الثمانية عشر إمكانيات جديدة متعددة، ملتزمة، ومحترمة للحياة، أو رؤى مستقبلية تساعد في التعرف على تناقضات عالمنا. وأعمال هؤلاء هي بمثابة أدوات للتفكير والخيال في مواجهة ثقل الخطابات المهيمنة. ويتيح المعرض، حسبما يرى منظموه، "فرصة للتعبير ليس فقط للأشخاص المهمشين، بل أيضا للحياة التي تحيط بنا، وحتى للعناصر غير الحية"، كما يتمثل هدف التظاهرة "في خلق عالم يمكن لهذه العناصر أن تستعيد فيه مكانتها، مع إبراز هشاشة الإنسانية".
و"رحلات نحو الغد" هاته تثير التأمل والتدبر، وتدعو إلى التفكير الجماعي في مستقبل مع العالم العربي، ومن خلاله، للإنسانية والحياة بجميع أشكالها.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ، إن هذا المعرض الطلائعي، هو حدث فريد يضم فنانين يكرسون تفكيرهم وفنهم لمواضيع مستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والبيئة والعلوم، والإبداع بجميع أشكاله، علاوة على الخيال العلمي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب السيد لانغ عن سعادته "بكون المغاربة يوجدون مرة أخرى ضمن الصفوف الأولى" بخمسة فنانين تم اختيارهم للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير.
ووصف المتحدث الأعمال الفنية المعروضة بأنها "أشكال فريدة ومدهشة وجميلة ومفاجئة للغاية"، قائلا إنها موجهة لجمهور شاب يحب أن يسافر إلى عوالم سحرية أو خيالية.
من جانبها، أشارت إيلودي بوفارد، المسؤولة عن المعارض بمعهد العالم العربي والمفوضة المشاركة لهذه التظاهرة، إلى أن هذا المشروع الفني المعاصر يتميز بحضور مغربي قوي و"بصمة قوية للغاية" و"بروز مشهد فني يتحدث عن نفسه، لكنه يريد أيضا التحدث إلى العالم". وأضافت أن "هؤلاء الفنانين يساعدوننا على استكشاف المستقبل الممكن، بموازاة مع فنانين آخرين من منطقة الخليج وحتى من فرنسا والولايات المتحدة، وذلك من خلال أعمالهم التي تعكس رؤى فنانين من أصل عربي يتمتعون بقدرة فائقة على التكيف والتجديد، مما يتيح لنا فرصة التعرف على وجهات نظر مستقبلية لم تكن في حسباننا".
وأكدت المتحدثة أن "جميع المقاربات التي تهدف إلى الخروج من الرؤى المركزة على أوروبا أو الغرب ممثلة في هذا المعرض، لتقديم شهادة على الجانب التعاوني لبناء المستقبل وكذا الاستباق والتحرر اللذين يمكن للفنانين أيضا تنفيذهما".
ولمواكبة هذا المعرض، سيحظى الجمهور ببرنامج ثقافي غني ومتنوع، بما في ذلك ندوات وتبادلات مع الفنانين ولقاءات أدبية وأمسيات موسيقية.