تخيل يا مؤمن أن تستفيق أوروبا أيام من 6 إلى 9 يونيو المقبل..على وجود طوابير غير منتهية من المغاربة المزدوجي الجنسية...لتقول كلمتها و تختار مباشرة نوابا مغاربة للبرلمان الأوروبي...!
و من أجل تحقيق هذا السيناريو فإننا نتمنى المشاركة القوية في عملية التصويت لفائدة كل الأحزاب والحركات والأشخاص الذين يحترمون المؤسسات المغربية و المصالح الوطنية...
ملايين من المغاربة في أوروبا يتمتعون بالجنسيات الاوروبية، يعني يتمتعون بحق التصويت والانتخاب كناخبين اورووبين...
ويبدو أننا أضعنا العديد من الفرص لإثبات الذات و لفرض احترام كل المؤسسات.. إما بعدم الانخراط في الأحزاب الاوروبية.... أو بالتهاون في عدم المشاركة بإستثناء بلجيكا و اللكسومبورغ حيث التصويت إجباري..
فمن المؤكد ان غياب التأطير والتوجيه والدعم كان سببا قويا في نفور شباب الجاليات المغربية من الفعل السياسي بالمهجر ... أضف ان العديد ممن يطلقون على أنفسهم " مناضلون حزبيون و ديمقراطيون " حصروا المشاركة السياسية والفعل السياسي فقط في المغرب والفصل 17 من الدستور... واسسوا لذلك تنسيقيات ومجالس.. ورحلات مكوكية من أروبا إلى الرباط...و بيانات رنانة و غير ذلك...
إذ لو تم توظيف ذلك الجهد في التشجيع على المشاركة السياسية بدول المهجر لتغيرت الكثير من الأمور، إذ بتوظيفنا لسلاح التصويت يمكننا الاطاحة بكل الأحزاب والهيئات المناهظة لحقوق الجاليات ومكتسباتها... وبنفس سلاح التصويت، يمكننا مساعدة كل الأصوات و الأحزاب المؤيدة لكل القضايا الوطنية وعلى رأسها مغربية الصحراء..
أعتقد اننا لم نضيع كل الوقت ..ولازال لدينا بعضه ...فالعديد من الأحزاب بأوروبا وخاصة اليسار والبيئة والخضر ولوائح مدنية... قد رشحت أسماء شخصيات مغربية لانتخابات يونيو القادم....
وهي فرصة لن تعوض سواء لتلك الشخصيات المغربية أو لأفراد الجاليات المغربية بأوروبا... إذ يجب التنسيق والعمل للدفع بأكبر عدد ممكن سواء من المرشحين أو المصوتين المغاربة...لأنه ليس لدينا الكثير من الوقت للعتاب أو النقد او البكاء على الاطلال... وقد نترك ذلك لوقت لاحق..
ان ما يهمنا الآن هو إيصال مغاربة / اوروبيين إلى البرلمان الأوروبي حيث تصنع السياسات الأوروبية المختلفة و القرارات و التوصيات و توقع الاتفاقيات الثنائية و منها تلك مع المغرب..كما يصدر ذات البرلمان توصيات خطيرة ضد دول خارج الإتحاد خاصة في مجال حقوق الانسان وحرية الصحافة...
لا أعتقد أن المجموعات السياسية المكونة للبرلمان الأوروبي ستتجرأ يوما على الإضرار بمصالح المغرب و المس بمقدساته و صحراءه... لو تواجد مجموعة من المغاربة الأحرار في البرلمان الأوروبي...
كما لا أعتقد انها قد تتجرأ على التضييق على إخوانهم المهاجرين والتراجع عن مكتسباتهم داخل دول الاتحاد الأوروبي...
و ليس ذلك بمستحيل...لو تكاتفت كل الهيئات والمنظمات الحقوقية والجمعيات الإسلامية والمساجد ...لتشجيع الشباب على الانخراط السياسي في بلدان الإقامة خدمة للجاليات المغربية وللمصالح العليا للوطن..
يجب أن نخرج من مرحلة الجمود والتهاون والاتهامات المجانية إلى مرحلة المبادرة والاشتراك والمشاركة والمساندة من أوسع الأبواب...سواء في الانتخابات البلدية أو التشريعية...
تخيل يا مؤمن، أنه يمكننا تحقيق كل هذا الإنجاز فقط بذهبنا جميعا لمراكز الاقتراع والتصويت لفائدة "اولاد و بنات بلادنا " في شهر يونيو 2024..