يصر البعض، خلال الأيام الأخيرة، على إضفاء مسحة ملونة على التاريخ الأسود للوزير السابق والسجين الحالي محمد زيان، وكأن التاريخ يُكتب بالممحاة.
فجأة اكتشف هؤلاء المدنون، أن زيان مناضل نزيه لا يشق له غبار، وأنه راجمة صواريخ تخوض لوحدها حربا مبدئية ضد الدولة المغربية، وأن السبب في اعتقاله ليس هو الفساد بجميع أنواعه، بل مواقفه السياسية و"ثوريته" على الطغيان والاستبداد.
وهنا لا بد من التذكير بجملة من الحقائق التي لم يتجنب ذكرها المبيضون:
أولا: زيان محكوم بالسجن ثلاث سنوات، وجرت إدانته قضائيا بعد توجيه 11 تهمة إليه، وهي: (إهانة رجال القضاء وموظفين عموميين، إهانة هيآت منظمة، نشر أقوال بقصد التأثير على قرارات رجال القضاء، "بث ادعاءات ووقائع كاذبة ضد امرأة بسبب جنسها، بث ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد التشهير بالأشخاص عن طريق الأنظمة المعلوماتية، التحريض على خرق تدابير الطوارئ الصحية [فيما يتعلق بوباء كوفيد -19] عن طريق أقوال منشورة على دعامة إلكترونية، المشاركة في الخيانة الزوجية، المشاركة في إعطاء القدوة السيئة للأطفال نتيجة سوء السلوك، المشاركة في مغادرة شخص للتراب الوطني بصفة سرية، تهريب مجرم من البحث ومساعدته على الهروب، التحرش الجنسي).
ثانيا: زيان يواجه تهما جديدة تتعلق باختلاس وتبديد أموال عمومية، والمشاركة في تلقي فائدة في مؤسسة يتولى إدارتها والإشراف عليها. حيث وضع المكتب الحالي لـ"الحزب الليبرالي الحر" شكاية أمام النيابة العامة اتهم خلالها النقيب زيان بتبديد أموال الدعم العمومي المخصص للحزب، حيث أحيل الملف على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر متابعة زيان في حالة اعتقال بينما قرر في ذات الصدد متابعة آخرين في حالة سراح.
ثالثا: زيان ممنوع من ممارسة مهنة المحاماة لسوء سلوكه، إذ سبق لمحكمة الاستئناف بالرباط أن أمرت في يوليو 2020 بتوقيف زيان لمدة عام واحد عن ممارسة المهنة"، قبل أن تمنعه مجددا، في 31 مارس 2022، لمدة ثلاث سنوات.
رابعا: زيان كان يحتقر مناضلي 20 فبراير، وسبق له أن وجه ضربة لأحد الشباب ببني أنصار اقليم الناضور، كما أنه لم يفوت الفرصة للنطق بكلام ساقط في مهرجان خطابي بتازة بتاريخ 30 يونيو بمناسبة الدعوة للتصويت على الدستور الجديد، وقد بدا في سكر طافح لا يليق بأي سياسي يخطب في الناس.
خامسا: زيان كان يصول ويجول في زمن البصري متدثرا أحيانا بصفة رسمية كـ "محامي الدولة"، وأحيانا أخرى كان ينتحل صفات تدليسية.
سادسا: زيان يعبر بسلوكياته المرضية عن حسرته على أمجاد أحمد رضا كديرة وإدريس البصري، لأنه كان خادمهما المطيع، ولا يعرف أي شيء في السياسة إلا التمسح بالأذيال ولعق الأحذية.
سابعا: زيان كان سبباً رئيسياً وراء سجن مناضل نقابي (محمد نوبير الأموي) حين كان وزيرا وحيدا للحكومة ضد المحامين المغاربة الشرفاء، وكان وراء سحب الجنسية المغربية من معارض يساري آخر (ابراهام السرفاتي) حين كان آنذاك وزيراً لحقوق الإنسان، بل كان يقف نداً لند أمام المنظمات الحقوقية والسياسية مدافعاً عن السلطة وتجاوزاتها وأنه كان مثالا حياً للبيروقراطية المتسلطة والاختلاس المالي الممنهج.
ثامنا: زيان اختار التشهير بمؤسسات بالمغرب، واتهم رموز الحركة الوطنية بالانتهازية، وقام بتبخيس مجهودات الدولة المتواصلة في تكريس دولة الحق والقانون.
تاسعا: زيان هو المحامي الذي لا يتردد في الترافع عن موكليه مقابل الجنس، وجلسات التدليك في الغرف السرية.
عاشرا: زيان هو النقيب والوزير السابق الذي يحتاج بالفعل إلى خبرة طبية تؤكد أن مريض عقليا وتفسيا، ولهذا فقط يستحق إعادة النظر في ملفه وتمتيعه بالعفو مع الحرص على إيداعه المستشفى !