هذه المائدة التي ترأسها مدير المختبر، الدكتور الأمين أقريوار، تناول فيها أساسيات عدة رحلة البحث العلمي، منسقو فرق البحث التابعة لهذا المختبر، فضلا عن عضوين منه.
وهكذا تداول الحديث بالتوالي، منسق فريق "المكتبة العقدية والفكرية وتحقيق التراث في الغرب الإسلامي" (عميد الكلية) عبد العزيز رحموني. ومنسق فريق "الأديان والعمران الحضاري"(نائب العميد المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتعاون)، الدكتور مصطفى بوجمعة وعضوا المختبر الدكتور أحمد مونة، والدكتور بدر العمراني. ومنسق فريق "الفلسفة وتكامل العلوم في الحضارة الإسلامية: تاريخ واستشراف"، الدكتور عبد الغني يحياوي.
العدة النظرية في إلماعات هذه الكلمات الممهدة لتدخل الطلبة الباحثين، مست مستويات التذكير بمراعاة البحث العلمي بالكلية لتخصصها، ككلية لأصول الدين وتاريخ الأديان والحوار الحضاري. والوعي بالدعامات الأساسية للطالب الباحث، المتمثلة في عقيدة التوحيد، كحجر الزاوية لكل بناء سليم بمرتكزات القرآن والسنة والسيرة، والقراءة السياقية المستحضرة للمقاصد، وحاجيات البلاد. وإن الانفتاح على الآخر بقدر ما يعزز من فهم المحيط الإنساني، يزيد من الارتقاء بمعتقدنا الجمعي. والكفايات المطلوبة ليتمكن الطالب من قراءة النصوص والمفاهيم وتحليلها في ارتباط بسياقاتها. وكذا الخصائص الواجب توافرها في الباحث، من التمكن والتجرد والتثبت والتبصر، فضلا عن مراعاة النبش في التراث، لاستحضار التكامل بين العلوم، والضبط الدقيق لإشكالية البحث.وضرورة التشاور والانفتاح على الزملاء الباحثين والأساتذة..
وفي ظل هذا الفرش النظري التوجيهي، كان تدخل الطلبة الباحثين حول منجز أطروحاتهم في أصول الدين والحوار الحضاري، مع بسط جوانب من الإكراهات التي تواجههم. وقد وعد مدير المختبر، بعد تفاعل الأساتذة مع الطلبة الباحثين، بلقاءات أخرى مضبوطة أكثر على هذا الاستحقاق.
حضر جلسة هذه التفاعلات، نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية الدكتور محمد علا، وكذلك الكاتب العام للكلية، الدكتور الحسين ساعو.
وفي سياق هذه الدينامية المواكبة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، كان الدكتور أحمد مونة قد حدد مع طلبته موعد 30 ماي 2024. حيث طلب منهم إعداد تقارير مفصلة عن المراحل التي قطعوها في البحث وعن الخطوات المتبقية على أن تتضمن هذه التقارير عرض للإشكالية بشكل مركز، مع عرض المنجز البحثي كأجوبة عن عناصر الإشكالية، ثم بسط الأسئلة المتبقية لاكتمال البحث. وكل هذا سيتم عرضه بصيغة PowerPoint.
ولا شك أن مثل هذه الديناميات المواكبة للطلبة الباحثين، بما فيها تلك المتعلقة بتعلم اللغات، والتي تشرف عليها الجامعة، هي في مصلحة الطالب، في التكوين المستمر، وفي التعامل الأمثل مع زمن البحث، ومن ثم تجويد قيمة البحث العلمي!.