ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته 29، الذي تحتضنه الرباط، وقعت الكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج مؤخرا، برواق رابطة كاتبات المغرب، مؤلفها الجديد "همس الصمت"، والذي قدمه كل من الإعلامي الدكتور طلحة جبريل والدكتور محمد اشويكة، فضلا عن ترجمة الدكتور عبد الله الشيخ.
رقّة هذا اللقاء الأدبي الممتع، الذي شهد حضور العديد من عشاق الكلمة الموحية، والحرف الشاعري المنمق بخيوط الحلم، والرنين الشاعري الفتان، هو، أن الشاعرة والكاتبة، شنفت أسماع الحضور الكرام، بفيض من الهمسات الصامتة اللطيفة. وقالت في ملكوت الصمت، ضمن مقطع بعنوان "صمت الامتلاء"
أود تأمل الصمت.
ظمآنة، أرغب في السلام.
أنا هنا، بالخارج قربك.
الانقطاع عن انتظاره، هو لقياه.
إنه هذا الروض الذي نتعلم زراعته.
يزدان بأصوات الألوان والنوتات.
يخلق الضجيج الذي يسبق الصمت.
يسكت الغيظ في السلام.
تكظم البراكين حماها والأضداد تتوافق.
تعود الأفكار إلى فوضاها.
ما يهيج ويغيظ يترك ويسترخي.
أصبح صمت الامتلاء فراغا.
يستحيل فراغه إلى كمال.
وفي مقطع جميل بعنوان "نظرة جديدة" تقول:
ثَرَاءُ تَرْكِي أنْوَجِد هو الذي يجعل العواصف تأتي.
أمنح نظرة جديدة لهاجسي.
كل شيء يتغير.
من يجلب الأجوبة؟
يهطل المطر كالإعصار، يتدفق علي بشدة.
أكاد أشعر بالهدوء.
طراوته تغسل برودتي، تلك التي لا يريد فؤادي هجرها أبدا!
قطراتها تعبرني، تمسح دموع أساي.
أتقبل هذا الوجه الذي يحمل أقنعتي.
أريد أن أبتسم لهمومي.
وفي أصوات الغرام، تضيف
أيتها الحياة، اسكبي علي أصوات غرامك!
سأُودِع خزيي، مخاوفي على قمة أغصانك كي تتبخر.
لتتحول مجرى شكاوي نحو الجدول!
أسمع الصمت، إنها ساعة الاستراحة.
ألفريد دوفيني: "وحده الصمت هو العظيم، كل شيء آخر هو ضعف ووهن".
اما في الصمت الذي ينجب، فصدحت:
إلهي الجليل، صحرائي تتوجه إلى بصيرتك!
شكاوي ليست سوى همهمة طفيفة.
أريد بزوغ الصمت من جوهري.
أريد لقاء فراغ كمالي لأهواه.
أريد النظر جليا في الهاوية دون ذعر!
أريد هذا الصمت الذي ينجب!