طبيعي أن يتوسّع الصّراع بين المغرب والجزائر ليشمل الجانب الثقافي، وبخاصة التراث منه، الرمزي والمادي...تدور المعركة اليوم- بعد أن استبعدت جُلّ الخيارات العسكرية- حول التّحكم في المرجعيات التاريخية من رموز، معارك، غناء، مطبخ، ملابس...
اليوم، يُكثف النظام الجزائري جهوده من أجل تشكيل هوية تراثية في المنطقة تعزّز تصوره العام حول ما يسمى بـ "القوة الضّاربة في المنطقة". في سياق ذلك، لا مناصّ من إزاحة المغرب التاريخي الذي يكتنز تراثا تاريخيا غنيا ضاربا في جذور التاريخ...
ويتوجّب اليوم العمل على تحصين التراث المغربي، من خلال تثمينه، وتعزيز حضوره وإشعاعه في المحيطين الإقليمي والدولي عبر تسويقه في إطار السّياحة التراثية، علاوة على تكثيف الجهود الثقافية من أجل دمج التراث ضمن مخططات التنمية المحلية، فضلا عن ذلك، يتوجب تعزيز التربية على التراث من أجل تعزيز الوشائج بين التاريخ والهوية، مع العمل على تخطيط سياسات تراثية مستدامة تُدمج التراث الثقافي في التشريعات الوطنية، زيادة على التّفكير في ابتكار مقاربات تُسهم في إدماج التربية على التراث في المناهج التعليمية، مع ما يرتبط بذلك من تفكير في سبل تنزيلها ديداكتيكيا في الفصول الدراسية.
الدكتور مولاي عبد الحكيم الزّاوي، باحث وناقد في علم الاجتماع