لقد قمت على مدي خمس سنوات بالبحث وانتقاء أقوال تضيء لنا الطريق، في عالم يعج بالتناقضات وبالتيارات الجارفة التي تهدم في طريقها كل وعي سليم، وكل شعور نبيل، وكل ما هو جميل فينا ومن حولنا.
لذلك فقد اعتبرتُ منذ البداية أن هذا العمل هو عبارة عن مشروع تنويري هدفه الإنسان، ومن خلاله المجتمع الذي نطمح أن يصبح مجتمع العلم والفكر والمعرفة المتنورة والفنون.
مع الأسف هذه الفكرة التي كونتها عن هذا العمل لم يدركها العديد ممن تمنيتُ أن يشاركوني هذا المشروع وهذا الحلم، وبقيتُ وحدي أتحدث عنه من حين لآخر كمن يتحدث عن سلعة يخشى أن تنتهي مدة صلاحيتها.
بقيت إشارة أخيرة وهي أنني متأكد أن من يقرأ هذه الأقوال بتمعن، وعددها يفوق ألفين مقولة، لا شك أنها ستؤثر فيه وفي سلوكه وتفكيره، وستجعله دون شك يرتقي ويتطور، فكرا وفنا، خاصة إذا قرأها بإحساسه، لأن الأفكار النبيلة، كما يقول غسان كنفاني، لا تحتاج إلى الفهم، بل تحتاج إلى الإحساسِ بها.