لهذه الأسباب رفع أعمو مذكرة مطلبية قصد تسمية مرافق ثقافية وتراتية باسم الفنّان "جنطي"

لهذه الأسباب رفع أعمو مذكرة مطلبية قصد تسمية مرافق ثقافية وتراتية باسم الفنّان "جنطي" الرايس الحسين جنطي والنقيب عبد اللطيف أعمو
  كشفت مذكرة مطلبية تقدم بها النقيب عبد اللطيف أعمو، المحامي والحقوقي والسّياسي، عضو مجلس جهة سوس ماسة، إلى عدد من الجماعات الترابية بجهة سوس ماسة من أجل تسمية مرافق ثقافية وتراثية عمومية بجهة سوس ماسة باسم الرايس الأمازيغي والمقوم والشاعر الحسين جنطي.
 وبحسب نص المذكرة الترافعية التي توصلت بها "أنفاس بريس"، فإن ذلك يأتي إسهاما في حفظ الذاكرة التاريخية والفنية والثقافية بجهة سوس ماسة، التي وجّهها لعدد من الجماعات الترابية، منها جهة سوس ماسة، و جماعة أكادير، وجماعة إنزكان، وجماعة أيت ملول، و جماعة بيوكرى، وجماعة تيزنيت ".
وبحسب نصّ المذكرة ذاتها، التي أرفقها ببطاقة عن الرايس الحسين جنطي ، الشاعر الفريد والمناضل الوطني الشجاع، الذي يعتبر رمزا للمقاومة والكفاح، قد ساهم بقوة الكلمة وبالفن الملتزم في استقلال البلاد، كرس حياته وإبداعه بشكل شبه حصري لقضية الاستقلال الوطني ولتحرير البلاد من براثن الاستعمار، وكانت كلماته وأشعاره كالرصاص ينشرها ويذيعها في الأسواق وداخل القبائل وفي الحفلات والأعراس ويدعو فيها الناس لصنع الملاحم ورفض الانصياع.
 ووفق وثيقة الحقوقي والفاعل السياسي أعمو، فإن الرايس والشاعر جنطي سببت له مواقفه المبدئية هاته مكائد وقلاقل عديدة مع قوات الاستعمار، التي اعتقلته عدة مرات في كل من تيزنيت والدار البيضاء وأكادير، كما حدث له سنة 1953 حين كان في حلقة بسوق الأحد بمدينة أكادير، لما أنشد قصيدة بعنوان “لقيصت نتملا د ووشن”. وكان ينتقد فيها بشدة الإدارة الاستعمارية. وتم اعتقاله والزج به في سجن مدينة انزكان وقضى فيها ستة أشهر.
 ووفق المصدر ذاته، حاولت السلطات الاستعمارية إبعاده عن الفن ونظم الشعر حول السياسة الفرنسية والقضية الوطنية، لكنها لم تجد سبيلا لذلك، حيث اصطدمت بالإيمان الراسخ في وجدان الرايس الحسين جنطي ، الذي اقتنع بجعل الكلمة والفن والشعر في خدمة المقاومة، ورسالة هادفة لتوعية الناس، وإذكاء الحماس واستنهاض الهمم والنضال في سبيل تحرير الوطن. فكان يطوف بين الأسواق والمدن والمداشر وينشد القصائد كالرصاص يقض بها مضجع قوات الاحتلال. وسطع نجمه بسرعة وتجاوزت شهرته كل الآفاق وكسب شعبية جماهيرية واسعة.
 وشدد النقيب أعمو على أن "منح تسمية الرايس الحسين جنطي لصرح ثقافي بجهة سوس ماسة يعد اعترافا رمزيا وتقديرا لتضحيات هذا الشاعر والفنان الأسطوري الذي امتاز عن غيره بالكلمة العميقة والهادفة والملتزمة بالوطنية الصادقة. وهو الذي ضحى بكل ما يملك في سبيل استقلال بلادنا، واختار عن قناعة طريق المقاومة والنضال بالشعر والفن والنظم، مقاوما كالإغراء وواجه كل الصعاب والمكائد والسجون بصبر وإيمان".
كما أن تخصيص مبادرة تكريمية رمزية للمرحوم الرايس الحسين جنطي، وفق مقترح الحقوقي والسياسي أعمو، يعتبر تخليدا للذاكرة الجماعية، وللمقاومة المغربية، واعترافا مؤسساتيا باسم فني كبير وشم بإبداعه الموسيقي والغنائي والشعري الساحة الفنية الوطنية، من خلال مساهمته القوية في إذكاء روح المقاومة في نفوس الشعب المغربي، مما عرض الراحل للسجن والإقامة الجبرية في عهد الإستعمار الفرنسي.
 وسبق للباحث محمد مستاوي أن أصدر كتابا متميزا بعنوان: "منتخبات من شعر المقاوم الرايس الحسين جانطي 1900-1975 ، ودلالة هذه المبادرة التكريمية قوية في قيمتها التربوية والرمزية، ومحفز على المزيد من الإنتاج الفكري والفني خدمة للتراث الوطني. كما يعد أيضا عملا نبيلا من أجل الحفاظ على الذاكرة الثقافية والفنية الوطنية. وهو ما يدفع بشكل غير مباشر إلى إيلاء الأهمية القصوى لجزء من تراث وتاريخ المنطقة والوطن والحرص على إعطاءه كل ما يستحقه من اهتمام خدمة للتنمية الشمولية ولتقدم وتطور الوطن، وفق تعبيره.