هل يعادي الأمازيغ فعلا الإسلام؟

هل يعادي الأمازيغ فعلا الإسلام؟

منذ تأسيس الحركة الثقافية الأمازيغية، في مطلع تسعينيات القرن الماضي، بدا واضحا كذلك أن موضوع العلاقة بالإسلام يشكل موضوع تجاذب داخل أروقة النقاش حول المسالة الأمازيغية، بحيث صرنا نلاحظ لدى بعض نشطاء الحركة، إما السكوت عموما عن الموضوع الديني كعنصر أساسي في بناء الهوية المغربية، أو المجاهرة بعدائه صراحة، والتصرف في معالجة الموضوع.

في هذا الإطار، أنجز بعض النشطاءقراءته الخاصة للتاريخ المغربي يبدو معها الإسلام كعنصر دخيل فرض علي الأمازيغ (سكان المغرب الأولين) بالقوة. ووفق هذه القراءة، فإن الفتح الإسلامي، الدرس الذي تعلمه المغاربة في المدارس منذ الاستقلال إلى اليوم، يصبح غزوا واعتداء على استقلال المغرب والمغاربة، ومتتالية في تاريخ ما اعتبر مندرجا ضمن ما للحق بـ "الشعب الأمازيغي عبر العصور، من أشكال الاحتلال المتعددة من قبل الرومانوالوندال والفينيقيين والبزنطيين...".

تقترح هذه "الرؤية الأمازيغية المتطرفة" كذلك قراءة موازية تصبح معها اللغة العربية لغة المستعمر (بكسر الميم)، وتصبح العروبة، الفكرة الوحدوية  التي ألهمت المغاربة حلال مرحلة الكفاح الوطني في عهد الاستعمار الفرنسي، وخلال مرحلة بناء الاستقلال هي إيديولوجية للإخضاع والإقصاء، وتسويغ نظري لبسط الهيمنة على "الشعب الأصلي".

إزاء هذه القراءة ينبري مثقفون آخرون من الصف الأمازيغي نفسه، ومن خارجه لإبراز أن مثل تلك التصورات المتطرفة تكذبها وقائع التاريخ، فهؤلاء يرون أنالإسلام ما كان ليمتد داخل الجغرافيا المغربية لولا احتضان الأمازيغ المغاربة أنفسهم للفاتحين المسلمين، ولولا انصهار أواصر الدم والقرابة  لدرجة يستحيل معها الحديث عن عرق ودم خالصين. ويستشهدون في هذا الإطار بحدث حلول المولى إدريس بقبيلة أوربة في القرن الثمن الميلادي، وعقده الزواج من بنت زعيم هذه القبيلة. مثلما يستعيدون معطيات أثبتت على امتداد التاريخ المغربي حقيقة ذلك الانصهار.

هذان هما التصوران الذي يحكمان علاقة الأمازيغية بالإسلام وفتحا شهية "الوطن الآن" لمحاورة نشطاء وجامعيين. وقد رصدنا التصورين من داخل الحركة الثقافية الأمازيغية بهدف تجديد النقاش حول هذا الموضوع الشائك، وتكوين فهم مشترك لواحدة من أبرز إشكاليات حياتنا الثقافية المعاصرة.

تفاصيل أخرى حول هذا الملف الساخن تجدونها في العدد الأخير لـ "الوطن الآن".