لطفي راكمي: فاتح ماي.. عيد بأي حال عدت يا عيد..

لطفي راكمي: فاتح ماي.. عيد بأي حال عدت يا عيد.. لطفي راكمي
عيد بأي حال عدت يا عيد.. بما مضي أم بأمر فيك تجديد.
إلى كل أرملة فقدت زوجها، إلى كل طفل فقد أبويه، إلى كل شخص فقد أحد أعضائه، كل عام وأنتم بخير.. كل عام وأنتم رموز النضال والحياة والتفاؤل بأن العيد القادم سيكون موعدا للنصر.
لا أدري إذا كان يحق لنا أن نفرح بقدوم العيد، وتوجد داخل كل واحد فينا غصة عميقة وذاكرة مملوءة بالحزن.
كيف لنا أن نفرح ويكاد لا يخلو بيت كل ضحية فينا من الحزن أمام متطلبات الحياة و هزالة إيرادات حوادث الشغل فالآلام تعصرنا، والأحزان تعصف بنا، هل يحق لنا أن نظهر البهجة والسرور.
ولكي أكون صريحا مع نفسي، فإنني لا أستطيع التعبير ولا أريد أن أعكر صفوة العيد على أحد، فلكم الحق جميعا بالفرح، لكن افرحوا بهدوء دون أن يصل ضجيج فرحتكم إلى من يعانون بصمت، إلى الذين تتشابه عندهم الأيام في المرار، ينتظرون من يضمد جراحهم.
يحق لكم أن تفرحوا بعيدكم ذات يوم كنا أصحاء وكان عيدنا هو عيدكم واليوم شاءت الاقدار أصبحنا ضحايا حوادث الشغل، وانتهت صلاحيتنا ولم يعد لنا عيد كما لم يعد من يدافع عن أبسط حقوقنا صونا لكرامة العيش، لهذا افرحوا بصمت، فهناك من يتألم أيضا في صمت أمام عدم إعطاء الأسبقية لملف الزيادة في إيرادات حوادث الشغل.
عيد بأي حال عدت يا عيد ...
كنا نأمل ان نفرح سويا لكن غياب ملف الزيادة في أيرادات ضحايا حوادث الشغل عن طاولة الحوار الاجتماعي جعلنا نعيش اليتم يوم عيدكم (فاتح ماي).
نحن ضحايا جردها الزمن من كل شيء وقست علينا الحياة بما يكفي لذلك سنؤجل الفرح حتى إشعار آخر، إلى اليوم الذي نحمل فيه بشرى صدور المرسوم للجميع   من اجل كرامة العيش  لضحايا حوادث الشغل.
أي لعنة هذه أصابتنا، تجعلنا بعيدين كل البعد عن كل ما هو اجتماعي مع أننا بقوة القانون داخل مشروع الحماية الاجتماعية ولنا مطالب اجتماعية انسانية بسيطة تتمثل في اصدار مراسيم الزيادة في ايرادات حوادث الشغل والامراض المهنية...
لذلك سنؤجل الفرح حتى إشعار آخر، إلى اليوم الذي نحصل فيه على حقوقنا
او الإستسلام للواقع، و الخضوع أمام الحيَاة، والتوقف عن السعي... وراء أحلام.. لا تقترب فلكم الحق جميعا بالفرح، لكن افرحوا بهدوء دون أن يصل ضجيج فرحتكم إلى من يعانون بصمت.
لطفي راكمي ، ضحية حادثة شغل