الدار البيضاء.. المعرفة الانثروبولوجية والموروث الثقافي محور الملتقى 20 للذاكرة والتراث الثقافي

الدار البيضاء.. المعرفة الانثروبولوجية والموروث الثقافي محور الملتقى 20 للذاكرة والتراث الثقافي جانب من أشغال الملتقى
إيمانا منه بغنى البادية المغربية بالتراث المادي واللامادي، افتتح مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، أشغال الملتقى العشرون للذاكرة والتراث الثقافي بمحاضرة بعنوان" المعرفة الانتربولوجية والموروث الثقافي" قدمها الأنثروبولوجي المغربي حسن رشيق بقاعة مكتبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ( الخميس18 أبريل 2024) وهي المحاضرية الافتتاحية لأشغال سبعة أيام  تتمحور حول حج الفقير وميراث البهجة في الهوامش الصامتة. 
نسقت أشغال هذه المحاضرة  حياة الزيراري، والتي افتتحت الجلسة الافتتاحية بكلمة السيد عميد الكلية بالنيابة ثم كلمة شعيب حليفي مدير مختبر السرديات الذي أعطى انطلاقة أشغال الملتقى معلنا أن أشغاله كلها مهداة   للبادية المغربية تضامنا مع الفلاحين والفلاحات، ومذكرا بالسياق والأهداف والرؤية، وهو ليس بالأمر الغريب عن مختبر السرديات الذي تحل الذكرى الثلاثون لتأسيسه( 1993- 1923)، وقد اعتاد ربط البحث  بالمحيط  خاصة البادية المغربية لما تحتضنه من ذاكرة  إنسانية زاخرة.
وقدمت حياة الزيراري سيرة موجزة للأنثروبولوجي حسن رشيق، ومساره الأكاديمي الحافل بمجموعة من المحطات المهمة منها تنقله بين جامعات مغربية وعربية وأخرى أوربية وامريكية، مشيرة إلى غنى مقالاته وكتاباته بالمعرفة الانثربولوجية التي توسع الآفاق ومنها ما كتبه عن الذات والاهتمام بالثقافي الرمزي القيمي.
استهل حسن رشيق محاضرته من السؤال الآتي: ما الذي يمكن أن يسديه الأنثروبولوجي للمحافظة وتثمين الموروث الثقافي؟  وللإجابة عن هذا السؤال انطلق من إحدى المداخل الديداكتيكية المتمثلة في علاقة الموروث الثقافي بالقيم أو علاقة الأنثروبولوجيا بالقيم، وخلال استرساله في حديثه عن الأنثروبولوجيا والموروث الثقافي أشار إلى أن الاشتغال على الطقوس في البادية لم يكن سهلا في فترة السبعينيات والثمانينات، خاصة أن المتداول بين الجميع أن البادية لا تتوفر على وثائق، وهنا يؤكد حسن رشيق على وجود مجموعة من الوثائق رغم أقليتها، مشيرا إلى أنه لا يجب العمل بمقولة "القبيلة بكماء" التي تحدث عنها عبد الله العروي خلال مناقشته بحث الدكتوراه في باريس، فالقبيلة من منظور حسن رشيق "ثرثارة". وخلال محاضرته أكد على أنه قد لا يملك أجوبة لكنه يملك أسئلة من قبيل:
- هل الثقافة أوسع من التراث؟
- كيف تتحول عناصر ثقافية إلى تراث؟
- كيف تحول "جامع الفن" إلى تراث؟
- هل الخيمة تراث؟ هل الكسكس تراث؟
كما أوضح صعوبة المأمورية في الحديث عن التراث نظرا لكونه موضوعا للعواطف، يخضع لمجموعة من المعايير المتمثلة في: الاختيار والاقصاء والتقليص، الأصالة والطهرية والتطهير، مبينا أن هذه المعايير لا تخص التراث المغربي فقط بل التراث العالمي، مستدلا بالفيلسوف الألماني " فيتشه" الذي يرفض مجموعة من الكلمات اللاتينية وهذا نوع من الطهرية.
وأكد الأنثروبولوجي حسن رشيق على ضرورة التجسير بين الذات والموضوع مع احترام القيم، وفي هذا الصدد طرح مجموعة من المقترحات كالآتي:
- تحول العناصر الثقافية للتراث؛
- علاقة الموروث الثقافي بالقيم؛
- التراث أصالة ونقد.
واختتم محاضرته مؤكدا على صعوبات تعترض الباحث الأنثروبولوجي، أهمها القلق المعرفي الذي يجد نفسه أمامه حين يحاول تدوين ما توصل إليه، فيتيه في كيفية تدوينه، هل يلتزم به كاملا أم بعضه فقط؟ خاصة حين يعتقد الباحث أن التراث دائرة مغلقة في حين أنه متشعب كشبكة طرقية توصل لمسالك عديدة.