واهم من يعتقد أن الصراع حول قميص بركان...هو مجرد حادث رياضي عرضي..إذ وصفه النظام العسكري الجزائري بأنه اعتداء على سيادتها...مع العلم أن الخريطة المغربية لم تتضمن شبرا واحدا من الصحراء الشرقية التي ضمها الجنرال ديغول قبل استقلال المغرب...على اعتبار ان الجزائر ستبقى فرنسية إلى الأبد...
وهنا يجب طرح ملاحظتين:
أولهما وهي رهبة النظام العسكري من قوة تأثير الصورة في تشكيل المخيال الذهني...إذ انتشار خريطة المغرب على قميص رياضي فيه ترسيخ لحدود المغرب و هو ما ستتناقله وسائل اعلام و قنوات رياضية و شبكات تواصل اجتماعي عبر بثها لمباراة عادية في كرة القدم..
وهكذا ستصل حدود " المغرب الحقة " إلى جميع أنحاء العالم...
وثانيهما، أن مصطلح السيادة تم تمطيطه إلى خارج المفهوم الكلاسيكي والمتعارف عليه للسيادة...إذ المغرب وعبر العديد من الخطابات الملكية عبر عن نيته في مد يد التعاون، وأنه لن يكون ابدا مصدرا للشر....
لقد عرت حادثة قميص بركان عن عورة نظام عسكري...يبحث عن " قشة " او اسباب واهية...ليؤكد ضرورة وجوده و يخلق اعداء وهميين و صراعات وهمية بعيدة عن اهتمامات الشعب الجزائري المقبل على محاسبة النظام العسكري الجزائري في انتخابات رئاسية في شتنبر المقبل...
النظام العسكري الجزائري يحاول تجميل صورته أمام الناخب الجزائري..بتهييجه في ملاعب رياضية تقتضي اللعب النظيف faire play...وبلعب دور الزعامة بدول جوار أنهكها الصراع والتشتت كالشقيقة ليبيا و الرئيس قيس السعييد الذي يقود تونس نحو الافلاس...و كأن النظام العسكري الجزائري يهدد أوروبا بزعامته لدول تعتبر مصدرا للهجرة الغير الشرعية و قوارب الموت و تجار السلاح و نافذة للارهابيين من الساحل و تجارة البشر ...أضف إلى انها دول غنية بالطاقة سواء النظيفة أو البترول والغاز الطبيعي...
ويظهر ان النظام العسكري الجزائري ..يعيش على اعصابه مع ترتيبات التقارب المغربي / الفرنسي.. في انتظار الإعلان الصريح جدا و ليس الملتوي أو الضمني بالاستثمار في الداخلة أو العيون...بمغربية الصحراء و الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية...
نعتقد أن فكرة رسم خريطة "الحدود المغربية الحقة " على جداريات كل القنصليات المغربية بالخارج...سيكون له أثر الزلزال على النظام الجزائري...