بوزفور: رفع درجة تأطير الدورات المتبقية من البطولة ضرورة ملحة لمواجهة الشغب

بوزفور: رفع درجة تأطير الدورات المتبقية من البطولة ضرورة ملحة لمواجهة الشغب محمد بوزفور
علق محمد بوزفور، الخبير الأمني في محاربة الشغب تنظيم التظاهرات الرياضية، على  أحداث الشغب  الأخيرة التي شهدتها البطولة الاحترافية مشيرا إلى أنه في الحالات العادية، قبل دخول أشغال ترميم و تحديث الملاعب الوطنية حيز التنفيذ، للأسباب الإستراتيجية التي يعلمها الجميع، كانت أعمال العنف موزعة بين مجموعة من الملاعب المغربية تقع بين البيضاء ووجدة والبيضاء في اتجاه أكادير .
 
وقال  بوزفور "الآن عندنا ملعبان عليهما ضغط، واحد بالمحمدية وآخر بالقنيطرة، وأحيانا بملعب برشيد، وباعتبار آن العنف هو ظاهرة ذات دينامية خاصة ترتبط بعوامل نفسية و اجتماعية و اقتصادية، فليس غريبا  بروز  بعض مظاهر الاحتقان وسط الجمهور داخل هذين المنشئتين الرياضيتين."

وأوضح  الخبير الأمني في حديثه أن الاصطدامات التي وقعت بين جمهور كورفا سود، المساند  لفريق الجيش الملكي بملعب القنيطرة، كان ممكن أن تقع في مركب مولاي عبدالله لو كان مفتوحا ،لأن عناصر التأزيم والتوتر كانت موجودة خارج الملعب، كما كانت مساحة سوء التفاهمات الداخلية المتراكمة بين بعض عناصر الفصيلين المشجعين لنادي الجيش الملكي موجودة  وقال " إذن هنا الملعب البلدي بالقنيطرة ليس من الأسباب المباشرة لاندلاع التشنجات والتراشقات المحدودة التي تمت معاينتها."

ووفق  المصدر ذاته،  فإن شروط تفجر أعمال العنف قد تكون بداياتها انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي حيث الشحن النفسي والتجييش والتحريض يكون مرتفعا ، مفْرزا بذلك كميات كبيرة من مساحة الكراهية بين جمهور هذا الفريق أو ذاك، أو بين جمهور فريق واحد كما حدث مؤخرا بين مشجعي الوداد عقب هزيمته أمام فريق الجيش الملكي، في غياب جمهور فريق الجيش الملكي بحكم قرار المنع من التنقل من طرف السلطات العمومية.

وأشار بوزفور، إلى أن الظرفية الصعبة التي يمر منها الفريق البيضاوي - الوداد - وتوالي النتائج السلبية ساهم في بروز احتقانات وموجات غضب جماهيرية شكلت تهديدا للأمن داخل الملعب بعد نهاية وقائع الكلاسيكو.
 
ورغم إغلاق مجموعة من الملاعب الكبرى قصد الإصلاح والتحديث، فان وقع العنف لم يكن ذو خطورة كبيرة وفق محمد بوزفور، الخبير الأمني في محاربة الشغب و تنظيم التظاهرات الرياضية، باعتبار أن قرارات المنع من التنقل للجمهور في بعض المقابلات ذات الحساسية العالية والرهانات الأمنية المرتفعة ساهمت بشكل استباقي في تحجيم بُؤر التصعيد داخل الملعبين المذكورين على صعيد القسم الوطني الأول الاحترافي، في حين أن مباريات القسم الاحترافي الثاني تكاد لا تعرف خروجا عن النص من طرف المشجعين له تأثير على مجريات التباري.

ومع اقتراب نهاية البطولة الوطنية، قال بوزفور أن ما يمكن التحذير منه مع اقتراب نهاية البطولة الوطنية وقرب الحسم في هوية بطل المغرب لهذا الموسم، هو ردود فعل جماهير فريق الرجاء الرياضي وفريق الجيش الملكي سواء بالملعب أو خارجه، لذلك ينبغي الحرص على أن يستمر تقييم المخاطر في مواكبة الرهان الرياضي بين الناديين، لتفادي أي انزلاقات هنا أو هناك قد تمس بالأمن العام ، لأن العد التنازلي في كسب النقط وخسارتها سيكون حاسما في الفوز باللقب أو ضياعه ، وسيكون لذلك تأثير مباشر على نفسية المشجعين إيجابا أو سلبا.

لذلك فإن رفع درجة تأطير الدورات المتبقية أمنيا وتنظيميا من حيث التحكم في عدد الجمهور المسموح بحضوره داخل المدرجات بات ضرورة ملحة، كما أن الحرص الأمني من طرف السلطات العمومية يقتضي - كما العادة- عدم التردد في منع تنقلات المشجعين بمناسبة بعض المقابلات ذات الخطورة والحساسية الخاصة تبعا لتطور الرهان النهائي للبطولة.

وأكد محمد بوزفور الخبير الأمني، أن سخونة المراحل الأخيرة من الدوري المغربي تستلزم إعمال اليقظة  الاستباق بصورة تتماهى مع الأخطار التي يمكن آن تترتب عن فرح هذا الجمهور أو غضب ذاك داخل الملعب أو بالشارع العام ." الفوز باللقب في ظروف مناسبة ليس  معطى رياضي وحسب  بل هو أيضا رهان أمني و تنظيمي بامتياز "
و ختم  بوزفور حديثه قائلا  " نتمنى أن تنتهي البطولة المغربية في ظروف عادية، لما لذلك من تأثير على سمعة الكرة المغربية في ظل الاستحقاقات القارية والعالمية التي ستعرفها بلادنا مستقبلا ."