أكد محمد أبو النصر، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالدار البيضاء، أن تأسيس لجنة التضامن مع الطلبة المضربين بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان لايعني بأي شكل من الأشكال الحلول محل الطلبة في تقرير مصيرهم النضالي على خلفية مقاطعة الدراسة والتداريب الاستشفائية منذ شهر دجنبر 2023.
وقال أبو النصر في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، أنه بعد 4 أشهر من المقاطعة المفتوحة للدراسة بكليات الطب والصيدلة، وصلت الأمور إلى الباب المسدود، محملا المسؤولية للحكومة، في غياب حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الطلبة، واصفا وزير التعليم العالي بالمتعنت، معتبرا تنزيل قرار "الإصلاح" تم بشكل أحادي ودون استشارة مكونات الجامعة وخصوصا طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان. وأكد أبو النصر أن من مسؤولية النقابة الوطنية للتعليم العالي، التدخل كوسيط من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبما أن التعليم العالي شأن مجتمعي، تم تأسيس لجنة للدعم تتكون من فعاليات حزبية ونقابية وجمعوية وكذا من تمثيلية لآباء وأولياء الطلبة المضربين، منبها من شبح سنة بيضاء، قصد إيجاد حلول مرضية للطلبة في نضالهم من أجل حقهم المشروع في تكوين جيد، مشددا على أن اللجنة لن تتدخل في المسار النضالي للطلبة، فهم بلغوا سن الرشد القانوني، ولايمكن ممارسة الوصاية عليهم، ويتخذون قراراتهم بكل شفافية وديمقراطية بناء على مخرجات الجموع العامة التي يعقدونها، مستنكرا في الوقت ذاته، حل مجالسهم من قبل عمادات الكليات، مستدركا بأن المصلحة تقتضي عودة الطلبة لمدرجاتهم في أقرب وقت، بما يضمن تكوينهم الجيد.
ورد أبو النصر، على بلاغ النقابة الوطنية للتعليم العالي، بكون الأمور البيداغوجية من اختصاص الأساتذة ولا دخل للطلبة فيها، بأن من حق الطلبة الدفاع عن تكوينهم الطبي الجيد وفي ظروف لائقة، بما يخدم صحة المواطنين في المستقبل، مادام أن طلبة اليوم هم أطباء الغد، والأساتذة من اختصاصهم المناهج الدراسية ووضع الامتحانات، وما يقع اليوم هو دفاع مستميت للطلبة على تكوين جيد، وهذا مطلوب منهم ومن صميم حقوقهم، يقول الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالدار البيضاء.
من جهته أكد محمد غليل، والد طالبة بكلية الطب والصيدلة، أن تأسيس لجنة للدعم، مبادرة محمودة، وأن ما تعيشه أسر الطلبة هو محنة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، من حيث الضغوط النفسية للطلبة وأسرهم على حد سواء، مشددا على أن طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، حازوا نقطا عالية في الباكالوريا، وكانت الأبواب مفتوحة للدراسة بالخارج، لكنهم اختاروا البقاء في بلدهم، والعمل فيه، مطالبا في الوقت ذاته بالاستجابة لمطالبهم، وبأن ما يحرك احتجاجاتهم هو مواطنتهم العالية وتجويد تكوينهم الطبي.