في الطريق إلى فاس، عم الاخضرار بعد أمطار مفاجئة أحيت الأمل نتيجة جفاف كون خطرا ليس على الفلاحة ولكن كذلك على الساكنة التي أخذت تشعر بالعطش... الأمطار في المغرب تدخل السكينة على القلوب ليس فقط في البوادي ولكن كذلك في المدن.... ذلك أن تاريخ المغرب ارتبط بالمطر مصدر أمل ومصدر خوف...
مكالمة وزير
وأنا أنتشي بهذا البساط الأخضر، الذي لم أشاهده منذ مدة، تذكرت سنوات الجفاف في بداية ثمانينات القرن الماضي..... أذكر أنه في أول ليلة نزل فيها المطر بغزارة كلمني هاتفيا وزير القصور الملكية فبادرت إلى تهنئته قائلا ... الحمد لله على هذا الخير.... فاجأني بغلظة «أي خير؟» قلت «الأمطار.».. فسألني «هل تملك أرضا فلاحية؟ أجبت «لا» وهل تملك قطيع أغنام؟ قلت «لا» فرفع صوته وكأنه يوبخني على تهنئتي... قائلا وما هو شأنك والأمطار».
بوابة فاس
توجهت إلى فاس بدعوة من جمعية بوابة فاس»، التي أصبحت ناشطاً فيها منذ بضع سنوات وذلك الحضور الحفل السنوي الذي تنظمه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.... هذا اللقاء صادف مرور خمس عشرة سنة على الاحتفال الأول بعدد من النساء العاملات في عدة قطاعات... وكعادة هذه الجمعية كان الاحتفال رائعاً، حسن التنظيم، كثيف الحضور، توجت خلاله سيدات تألقت في مجالات العلوم والأعمال والقانون والإعلام والثقافة، وسط أجواء ماطرة ساهمت في خلق راحة نفسية جماعية.
صلة الرحم
سهرت السيدة ليلى بنيس رئيسة الجمعية بكثير من الحكمة على تسيير الحفل وضمان مرور مختلف أطواره في أجواء مريحة ساهمت في بلورة الاهتمام بالمرأة المغربية ودعم مساراتها الناجحة. أعطيت الكلمة فبدأت بتهنئة الجمعية على استمرارية نشاطها ولقاءاتها، وسط تضامن بين أعضائها نساء ورجالاً ... اعتبرت أن نجاحها راجع لرغبة أعضائها في جعل هذا الموعد السنوي مناسبة لتكريم رائدات في مختلف المجالات ومناسبة لصلة الرحم بين الحضور.
أشرت بعد ذلك، إلى أن اجتماعنا اليوم يتم وبلادنا تعيش نقاشاً واسعاً، حول قانون الأسرة وما يجب أن تدخل عليه من تعديلات رغبة من جلالة الملك في تحقيق خطوة جديدة على درب تمكين المرأة من حقوقها. وذكرت بأنه بعد عشرين سنة على التعديل السابق، ها هي مناسبة فريدة للتقدم خطوة في العلاقة
بين الرجل والمرأة، قبل وخلال وبعد الزواج، وكذا رغبة في تحقيق المساواة في الشغل والتعليم والمسؤولية.
الفلسطينيات
أضفت بأنه في الوقت الذي نحتفل فيه، تواجه النساء الفلسطينيات عدواناً إجرامياً... وأن آلاف الشهيدات فقدن حياتهن دفاعا عن قضية إنسانية عادلة ... وذكرت بأن مئات الآلاف يواجهن القصف والجوع وآلام الحرمان... وبأن الصمود هو شعار رفعته الأم الفلسطينية التي أنجبت تحت القصف ما يزيد عن عشرين ألف من الذكور والإناث، هم جيل سيواصل المعركة... ودعوت الحضور إلى الوقوف والتصفيق تحية احترام ومساندة للمرأة الفلسطينية.
في اليوم الثاني احتفلت الجمعية "بشعبانة"، على الطريقة التقليدية، بحضور جوق ردد الكثير من الأذكار والابتهالات الدينية إيداناً ببزوغ شهر رمضان كموعد للصيام والصلاة والسكينة.