وغنائم ذوي القربى والأنساب...
فاضح... صناع اليأس باسم الفضيلة
كالعادة... هم يجهضون الأحلام...
متخاصمون إلا في الجنازات...
مختلفون إلا حول الولائم، ومال الحج والوزارة والبرلمان، ودعم الدولة وحتى الشيطان
يدعون خدمة الوطن والبلاد...
يجيدون نسج الزيف بزخرف القول...
وهم جزء من فساد مركب...
فيهم سياسيون... يأكلون الغلة، وحين تمنع عنهم البزولة يلعنون الملة وحتى أنفسهم...
منهم من كان كبيرا... بعيدا كالنجم....
يردد أغاني مارسيل خليفة، وأشعار محمود درويش...
ويرفع الإنجاب في الحانات....للحرية... لكل حلم جديد...
منهم من كان مناضلا فذا جدا ذا حظ عظيم..
ترافعوا في حلقات الجامعات، وكانوا منا لكن عقولهم مع المزارع الصيني..
كانوا منا.... لكنهم يبيتون في كوبا ليلا في أحضان الرفيقات..
ألقوا الخطب الثقيلة حول إنجلز وماركس تروتكسي، واختلفوا حولهم جميعم... كأنهم جيرانهم...
منهم من صال وجال...
كل زاده ملخصات باهتة عن الديالكتيك والرأسمال وتصدير الثورة، وكل دفتر أحمر... يفتح شهية الاختلاف عن الآخر هو إنجيله..
كانت لهم أيضا لحاهم
كانت لهم ايضا خلواتهم...
وحين دار الزمان...
وتغيرت الأحوال...
هرولوا إلى الترف والغنى والردى...
وصاروا أشد على البروليتاريا...
أرحم على الفاسدين والقتلة...
أشداء لا يقبلون الاختلاف...
فأصبح مال الشعب غنيمة...
وليكن بالفكر والقصيدة...
وليكن بالسياسة والجماعة وحتى القبيلة...
وليكن بالسلطة والحربائية..
ولكل مؤلفة قلوبهم...سياسيا وتنظيميا
إن جاع الزعيم جاعوا...
أن أكل أكلوا...
والخير كل الخير في ذوي القربى...
فهم أولى من عبد المولى...
وأحق في المنصب والمال...والسفر وحسن المآل..
سبحان مغير الأحوال...
فاضح الأحزاب....
ولسان المهاجرين أبي صوف عاشق الكرسي..
عشناها حتى رأينا من جعل الملكية البرلمانية فزاعة، تفضحه زعير وسيدة الأرقام، ودراسات كمصروف الجيب...
هناك يا أسفي....!؟ في ضفة أخرى...
مختصون في خصي الأفكار الجميلة...
وتصحير كل مبادرة اجتماعية رائدة...
خبراء في المسخ والسلخ والبذخ...
خبراء في صناعة الغباء والغثاء...
خبراء في زراعة اليأس والشقاء..
هم هؤلاء الذين عن جهل أو سوء نية، أو طلبا لمصلحة، مختصون في تشويه المشاريع الملكية الراقية اجتماعيا، بعمقها الإنساني، وحمولتها الحضارية...
فهم أنفسهم الذين مسخوا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...
هم أنفسهم من حولوها للمؤلفة قلوبهم انتخابيا، أو لتقاسم الغنيمة في الخفاء وبالقانون الذي هو حمال أوجه..
هناك ريع في المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية...
ريع أطرافه متعددون...
نعم.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية... أفادت المجتمع لكن حولها البعض إلى صك تجاري سنوي...
فتعددت الجمعيات...والجيب واحد..
تخرج بعضها من جلباب منتخب...
وكثيرة منها... عائلية...
فيها مستشارون لا يعلمون... بدون مهمة...
وإن كلفوا بها على الورق...
فهم مجرد رقم غير زوجي...
نما نشاط اقتصادي حول المباراة الوطنية للتنمية...
وظهرت مهن مرتبطة بها، من صياغة المشروع و صياغة دفتر التحملات إلى انطلاق مشروع متعثر... وفيه ما فيه...
فنجحت كثيرا مشاريع التسمين...
فغرفت البلاد بنوع جديد من العجول...
فكل شيء جاهز للمشروع...
الفواتير لا تصنع الحقيقة...
ولو جزئيا... فهي شهادة أداء لا تبرئة ذمة...
وأن كانت تصنع الشرعية الوهمية...
كالعادة...هؤلاء القتلة للآمال...
هؤلاء القراصنة من زمن قطاع الطرق..
يحولون الأحلام إلى كوابيس...
كل جميل في هذا البلد يحولونه إلى قبح وسخط واستياء...
الأفكار والمبادرات...تكون في البداية رائعة، ثم تغدو وهما وسرابا...
التغطية الصحية...
يا لها من فكرة رائعة...
لا شك، أنها مشروع تاريخي ببعدها الحضاري والتضامني..
لأن الصحة حق، وهذا الحق مدستر...
العدالة الصحية مطلب مجتمعي غدا مشروعا... ثم منجزا متعثرا...
والخوف كل الخوف من أن تجهض الفكرة بيد طبيب لا يجيد الولادة، وهو مختص فقط في البنج والإنتعاش..
وخفض الضغط والتوتر...
من المتوقع أن يحقق هذا الورش الصحي...المساواة في الوصول إلى الخدمة الصحية...
الأصل تم إهماله وسط صخب الأرقام وشبح التكلفة...
كانت فكرة راقية التصور... جوهرها تضامني... وعمقها حضاري وحداثي في الوقت نفسها ..
فكرة مشرقة... تحولت إلى مشروع طموح...
وعند التنزيل، وقع ما وقع...
إرباك وإنهاك... يستنزفان الفكرة من ضوئها الإنساني..
تموت الأفكار الجميلة بين الأصابع المرتجفة...
تهجنت الفكرة، وفقد المشروع فرحه الشعبي...
تحول قلب الرؤية في بعدها الإنساني المجتمعي إلى صخرة من المؤشرات والأرقام والشبكات...وجنحت خيبات ثم سرى سخط خفي..
وبين المدخلات والمخرجات...
اختلالات جمة...وتسويات مكلفة..
ضاع في زحمة التنفيذ بين أصابع قاسية، زخم الأمل... وتوارى بعيدا الإنصاف.... محتشما يراقب جثثه، وقد أطلق النار عليها من لا يشعر بالقر ولا القيظ، ولا قسوة المرض، ولا وهن المخاض على الطريق، ولا الموت حسرة فيجبل خفي..
من الذي يجهض رؤى الملك الراقية في ترسيخ الدولة الاجتماعية، والرقي بالعرض الصحي والتربوي والاجتماعي إلى ما يطمح له المغاربة...؟
إنهم المنفذون...إنهم النافذون... التافهون... فرسان الريع والكرسي والتربيع..
إنهم طبقة جديدة، بدون وعي مجتمعي تنموي... تجيد إضافة جرعة قسوة في قلب كل قرار...أو هبة ملكية شعبية...
إنهم طبقة قد تكون تكنوقراطية بيروقراطية...شيه سياسية، تبعد مسافات ضوئية عن جوهر المشروع المجتمعي الملكي...
الملكية تنتج أفكارا... تبادر...تنحاز للشعب..
الملكية... تبتكر وفق خصوصيات مغربية برامج قوية اجتماعية تجمع بين الدعم وفق رؤية التكفل الاجتماعي والعقلانية... لكن المدبر ...والمنفذ... يفرغ الفكرة من جوهرها...
ويجتهد في الخيبات لا في الفتوحات..
يفرغ الرؤية من مخرجاتها الراقية، وعمقها المجتمعي، ومن مرجعية ثورة الملك والشعب الدائمة... ثورة على الفقر والجهل والمرض.. وعلى الفساد... ومن نَفَس الجهاد الأكبر...
بغياب روح المسؤولية... والعبث..
بالحزبوية... والقرباوية...
بالريع والفساد...
بالاستهتار...والتلكؤ...
والجهل أيضا...
فتتحول الأفكار الجميلة الراقية إلى مصدر سخط واستياء...
لأنها مسحت وسلخت من جلدها الأصلي..
وتركوا لها الاسم فقط...
بدءا من التغطية الصحية...في جيلها الأول والحالي..
وقوفا عند الدعم الاجتماعي... وتعويضات ضحايا الزلزال...والسكن الاجتماعي... والقضاء على مدن الصفيح...
عار عليكم...
أن تحول قفة رمصان إلى الدكاكين على الملأ...
عار عليكم أن تأكلوا مال اليتيم والمسكين والفقير..
عار عليكم أن تغتالوا جمال هذا اللقاء الملكي السنوي.. مع طيف من شعبه، بالفساد والغش والمحسوبية...
عار عليكم... ما تقومون به من قتل معنوي...
عار عليكم.... أن تنشروا السخط وتقتلوا كل ما هو جميل في الوطن...