في البدء
يتابع الرأي العام الوطني بارتياح بالغ الحملة الممنهجة التي تقوم بها الدولة ضد الفساد والمفسدين خلال الآونة الأخيرة، وأصبح خبر اعتقال مسؤولين كبار في المؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة مادة يومية دائمة في عناوين الصحف والمواقع الوطنية، وقد طالت هذه الاعتقالات مسؤولين كبارا في تسيير الشأن الكروي، وبدأ الحديث في الإعلام وفي أوساط الجماهير الرياضية عن شبهات فساد أخرى أصبحت تلطخ سمعة البلاد وكرة القدم الوطنية. مما يحتم على الدولة الإسراع بتطهير هذا المجال المهم، في وقت تستعد فيه البلاد لإقامة أحد أكبر التظاهرات الرياضية العالمية..
في التفاصيل
يستفيد نادي النهضة أتلتيك الزمامرة الممارس بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، من منحة سنوية ضخمة تقدر بأكثر من نصف مليار سنتيم من ميزانية جماعة الزمامرة الفقيرة والتي تعرف خصاصا تنمويا فظيعا، رغم أن رئيس الجماعة هو نفسه المسير الفعلي للشركة الرياضية لنادي النهضة أتلتيك الزمامرة وأحد ملاك أسهمها، والآمر الناهي داخل النادي، في خرق واضح وسافر للقانون التنظيمي للجماعات الترابية و للمادة 65 منه المتعلقة بتضارب المصالح.. لكن المثير للاستغراب في الأمر هو أن هذا النادي لم يعقد جمعه العام منذ مدة طويلة ولا أحد يعرف شيئا عن اسماء أعضاء المكتب والمنخرطين، ولا أحد يعرف شيئا عن وضعيته المالية! والمحزن في الأمر أن من يتولى فعليا تسيير النادي، هو نفسه رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم الجهاز المسير للبطولة الاحترافية، وهو الذي يتباهى بحضور الجموع العامة للأندية، والذي يجب أن يكون الساهر على تطبيق القوانين الرياضية، والنموذج الذي من المفروض أن يحتذي به المسيرون داخل الأندية الوطنية المحترفة..
ولا بد أن نشير هنا، الى أن هذا المسؤول موضوع شكاية من طرف الهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب أحالتها رئاسة النيابة العامة الى محكمة جرائم الأموال التي بدورها أحالتها على الفرقة الوطنية للتحقيق فيها، ويواجه رئيس جماعة الزمامرة تهما بتبديد أموال عمومية وبالنصب والاحتيال على خلفية تقرير المجلس الأعلى للحسابات اثر زيارة تفتيش لقضاته الى جماعة الزمامرة.. وهذا المسؤول هو أيضا موضوع شكاية بخصوص تضارب المصالح وضعت لدى الكتابة الخاصة لوالي جهة الدارالبيضاء سطات .. هكذا، وفي كرة القدم المغربية، ينطبق على رئيس العصبة الاحترافية ذلك المثل المغربي الشهير: الفقيه اللي نترجاو بركتو دخل للجامع ببلغتو
على سبيل الختم
الكل يعلم أن البلاد مقبلة على تنظيم تظاهرات كبرى عالمية وقارية في السنوات المقبلة من حجم كأس العالم وكأس إفريقيا وغيرهما من المسابقات التي تحظى بتغطية عالمية، وطبيعيا سيتم التركيز على الشأن الرياضي الداخلي من طرف كبريات وسائل الإعلام الدولية وسيكون المغرب محط أنظار المؤسسات الرياضية العالمية، ولا يجب أن ننسى أن للمغرب أعداء وحساد، والخوف كل الخوف أن يتم شن حملات بغيضة من طرفهم ضد المغرب كما حدث لقطر التي تم اتهامها بأبشع التهم لنزع تنظيم كأس العالم منها.. وعليه فإنه من المسيء للبلد أن يكون في واجهة التسيير الرياضي شخصيات لا تحترم القوانين، وتقدم صورة سيئة عن حال كرة القدم في هذا الوطن، لذلك فالمطلوب أولا، عملية تصحيح وتطهير كبرى داخل المؤسسات الرياضية الوطنية، تنهي سنوات من التسيير العشوائي الفاشل، وتجعل من أولوياتها الشفافية واحترام القانون والحكامة الجيدة للقطاع، وتضع على رأس الشأن الرياضي والكروي شخصيات محترمة غير حزبية ذات اشعاع دولي، شخصيات نظيفة وكفؤة ولم تتلوث أياديها بالفساد..