قال الدكتور عبد الواحد وجيه على أن الدين هو عبادات تعاملية التي تشكل 99 في المائة حسب قوله ".. إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ التعاملية أي أن تكون صادقاً و أميناً و عفيفاً ومنصفاً  ورحيماً ومتواضعاً...هذه العبادات التعاملية إن صحت، صحت العبادات الشعائرية؛ التي تشكل 1 في المائة عندئذ تصح الصلاة والصوم والحج والزكاة".

وشدد الدكتور وجيه رئيس مركز التوجيه والبيان، في لقاء فكري نظمه منتدى كفاءات إقليم تاونات على مائدة إفطار وعشاء ليلة الجمعة 11 رمضان 1445،الموافق ل 22 مارس الجاري بأحد مطاعم مدينة سلا على أنه لا قيمة للإيمان أو للشريعة والفقه إن لم تتحول إلى أخلاق يعيش بها الإنسان في الحياة تضبط سائر سلوكه مع ربه ونفسه ومع الناس.

وقال وجيه أن الخطاب الديني ومنذ آدم عليه السّلام إلى قيام السّاعة ينبغي أن يتناسب مع كلّ عصر، معتبراً في هذا الصّدد أنّ العالِم لا يكون عالماً حتّى يكون مرتبطاً بالأصل متّصلا بالعصر ومواكبا للتطورات.  واستدلّ المحاضر على ذلك بنوح عليه السّلام الذي عاش أكثر من ألف سنة، إذ كان يجدّد خطابه الدّيني ورسالته في كلّ مائة سنة مع كلّ جيل جديد، دون خدش للعقيدة.

وقدم الدكتور وجيه محاضرة لمدة ساعة شاملة مانعة تلاها نقاش امتد إلى ثلاث ساعات، في أجواء فكرية عالية واخوية روحانية وجدانية، حول قيمة شهر رمضان وعن درجات البشر بين المخلصين والمسلمين  والمؤمنين وعن العبادات وأهمية الأعمال والمعاملات وان الله يخاطب كل جوارح بني البشر وخشيته درجة عليا من الايمان وتخلل ذلك شروحات من مسير اللقاء الأستاذ سعيد الغولي واسئلة تقريبا لجميع الحضور وبطعم خاص من الوزيرين السابقين ادريس مرون ونجيب الزروالي وارثي وكذا تساءلات البرلمانيين نور الدين قشيبل وخالد السطي.

وتجدر الإشارة أنه في بداية هذا اللقاء اخد الكلمة الأستاذ ادريس الوالي، رئيس منتدى كفاءات تاونات ورحب بجميع الحاضرين البالغ عددهم 52 شخص وعلى رأسهم  نجيب الزروالي وارثي/ وزير وسفير سابق وبروفيسور وإدريس مرون/ وزير ومستشار برلماني وعمدة سلا سابق وإبراهيم بلوشي/القائم بأعمال سفارة سلطنة عمان بالمغرب وخالد السطي/  مستشار برلماني  ونورالدين اقشيبل/  نائب برلماني وأحمد لعمومري/ كاتب عام للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ونورالدين الأزرق الحسوني/ الكاتب العام للمرصد الوطني للتنمية البشرية وأطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين وكفاءات أخرى.

وشدد إدريس الوالي على أهمية إحياء صلة الرحم في هذا الشهر العظيم وتعزيز التعارف ثم عرج على التذكير ببعض انجازات المنتدى.

وفي هذا السياق قال الوالي أن حصيلة المنتدى منذ إنشائه في منتصف يناير 2020 إلى الآن كبيرة وغنية وتحتاج إلى وقت طويل لكن فضل الوقوف فقط عند  بعض الأنشطة واللقاءات التي قام بها المنتدى خلال المدة الأخيرة وعلى رأسها عقده لقاء رسمي مع مؤسسة وسيط المملكة في شأن عدم تنزيل مشروع إحداث النواة الجامعية بتاونات من طرف الوزير الحالي، ومعرفة مآل ھذا المشروع الذي تم تدشينه رسميا من طرف وزير التعليم العالي السابق في سنة 2018 بضواحي مدينة تاونات علما أنه تم برمجة ميزانية هذه الكلية في قوانين المالية برسم سنوات 2018 إلى 2023.

كما أشار الوالي إلى اللقاءات مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية وصالح دحا عامل إقليم تاونات ومصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير وعبد الودود خربوش مدير عام الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية التي خصصت للترافع والتباحث حول مشاريع ومواضيع تتعلق أساسا بالإقليم وتنميته.

كما توقف رئيس المنتدى على نجاح الندوة الوطنية الأولى التي نظمها المنتدى حول "معركة وادي اللبن" والندوة الثانية حول "الأمن السيبراني تجاه النساء" بمدينة تاونات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمشاركة عدد من الأكاديميين والأستاذة الجامعيين المختصين مع حفل تكريمي لبعض الشخصيات والفعاليات التي أسدت خدمات جليلة للإقليم وللوطن كل واحد في مجاله.

كما قام المنتدى خلال هذا الشهر بتنسيق مع جمعية "لب الأمل لأطباء الأسنان" وبدعم من عمالة إقليم تاونات (اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية) والمجلس الإقليمي والجمعية الإقليمية لدعم مرضى القصور الكلوي والشأن الصحي بتاونات والمندوبية الإقليمية للصحة، بتنظيم حملة طبية كبرى لطب الأسنان لفائدة ساكنة إقليم تاونات، بما فيها نزلاء السجن المحلي بتاونات حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الحملة الطبية، ما مجموعه 1009 مستفيدا. كما تم بالمناسبة، توزيع هدايا وملابس لفائدة النساء نزيلات السجن المحلي (18 نزيلة).

ومعلوم أن "منتدى كفاءات إقليم تاونات" الذي تم تأسيسه في منتصف شهر يناير202،هو عبارة عن شبكة من الشخصيات والأطر والفعاليات المنحدرة من إقليم تاونات، والمتواجدة بالمغرب وفي كل بقاع العالم (وصل عددها الآن أكثر من 1200عضو) للمرافعة عن قضايا إقليم تاونات بهدف المساهمة في تنميته في جميع المجالات...