هناك عديد من البلدان مازالت تتخبط في إطار دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة في التعليم المدرسي، وبلادنا من بين تلك الدول التي تراهن على كسب تحدي تحقيق نتائج دراسية جيدة مع ذوي الاحتياجات، الأمر الذي من شأنه أن يمنع عنهم شبح الاقصاء المدرسي.
ان الاهتمام بالاحتياجات التعليمية للأشخاص ذوي الاعاقة ، يشكل موضوع العديد من الدول ومنها بلادنا. لذا، فالمدرسة مدعومة الى استقبال جميع الاطفال ايا تكن سماتهم الخاصة وبصرف النظر عن احتياجاتهم الخاصة، ظروف النجاح في التعليم.
ان دمج ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة في الفصول الدراسية،يحتاج الى جهد مضاعف وعملية خاصة. كما يندرج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة في سياق احترام حقوق الانسان ومبدأ المساواة في فرص التعليم بين الجميع من دون استثناء شرط توافر الظروف المناسبة وتهيئة الفضاء المدرسي لما فيه الكفاية وحين الرعاية والتأطير النفسي والبيداغوحي فضلا عن تكوين المدرسين المكلفين بمرافقة هذه الفئة من المتعلمين.
ان التعليم الدامج هو نهج تعليمي يأخد بعين الاعتبار احتياجات التعلم والتعليم الخاصة لجميع التلاميذ في حالات التهميش والضعف: الاطفال الذين يعيشون في الشوارع، مجموعات الاطفال من الأقليات العرقية،المحرومون ماديا، الأسر النازحة، ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية ، المصابون بالامراض الخطيرة فضلا عن المعاقين.
ان التعليم الدامج يهدف الى تزويد هؤلاء الأطفال بحقوق وفرص تعليم متساوية . وهو كذلك نهج تعليمي قائم على تقدير التنوع كعنصر يغني ويثري عملية التعلم وبالتالي يعزز التنمية البشرية.. وترتكز التربية الدامجة على مجموعة من المبادئ التي توجهها. وهي: الترحيب بالتنوع.فالمدارس الدامجة تنطلق من فرضية، وهي ان جميع التلاميذ في المجتمع بجب ان يتعلموا معا بغض النظر عن الصعوبات والاعاقات.ويجب أن يدركوا ويأخدوا بعين الاعتبار تنوع احتياجات التلاميذ والتكيف والتأقلم مع انماطهم المختلفة ووثيرة التعلم.
المبدأ الثاني وهو تغيير العقلية, فعندما لا تكون لدينا استراتيجيات مناسبة لذوي الاعاقة الشديدة، قد ينتهي بنا الأمر الى الاعتقاد بأنهم لا يمكن أن يتعلموا.ان تغيير العقلية ضروري لان العروض المختلفة لهؤلاء الناس اليوم، تجلب ابتكارا لعدم ملائمتهم. والمبدأ التالث هو زملاء الدراسة، غالبا ما يساعد استخدام العلاقة بين للاطفال والمسماة ب"تعليم الأقران" على التعلم بشكل أفضل. أما المبدأ الرابع الذي ترتكز عليه التربيةالدامجة فهو مسؤولية نظام التعليم والذي عليه ان يسعى جاهدا لتلبية الاحتياجات التعليمية لجميع المتعلمين .
ان المدارس الدامجة ينبغي ان تتوفر بعض الشروط منها الجوانب النفسية للتلاميذ وذلك بتوفير أخصائي نفسي داخل المؤسسة التعليمية وتخصيص ملف نفسي لكل تلميذ ، وتنفيذ برامج علاجية تتوافق مع حالات التلاميذ وتخصيص بيان شهري بدرجات التحصيل الدراسي لكل تلميذ اضافة إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة من ممارسة أنشطة مع أقرانهم بالمدرسة وعقد اجتماعات دةرية مع المدرسين والاخصائىىن النفسيين والاجتماعيين القائمين بالدمج واعداد أوراق أسئلة معادلة لجميع المواد التعليمية للصفوف الدراسية لاختبار التلاميذ المعاقين حسب نوع الإعاقة.
كل هذه الشروط اذا تم وضعها بالشكل الصحيح والمطلوب وتنزيلها على أرض الواقع ، ستكون خطوة جادة نحو دمج حقيقي بمدارسنا. فالتلانيذ ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الاعاقة لا زالوا يواجهون اشكالا متعددة من التمييز تؤدي الى استبعاد هم من المدرسة. لذا لا بد من ادراجهم ضمن اقرانهم الاسوياء. لان دمج هذه الفئة من الثلاميذ هو امر متأصل في مفهوم العدالة، وهو يوسع ٱفاق جميع الاطفال.
وعلى المجتمع تغيير نظرته إلى المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الاعاقة ،و تحويلهم الى قوة منتجة ومؤثرة في المجتمع وتحسين الفرص التعليمية المقدمة لهم ومساعدتهم على التكيف مع المجتمع من خلال دمجهم دمجا حقيقيا وتحسين جودة التعليم المقدم لهم.
خليل البخاري، باحث تربوي