أكبر سيتكوم رمضاني حامض بالتلفزة العمومية، الذي تغفل عنه الأنظار في تقديري، هو فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للقطب العمومي. إذ منذ 1999 وفيصل العرايشي يجثم على أنفاس التلفزة المغربية، وكأن أرحام المغربيات عاقر، وغير قادرة على إنجاب إطار مغربي مؤهل لتدبير التلفزة العمومية بما يجعل قنوات القطب العمومي تعكس تنوع المجتمع المغربي، ويجعل التلفزة العمومية تستحضر الدينامية المجتمعية والتدافع المدني بين الملل والشيع بالمغرب.
22 عاما وفيصل العرايشي على رأس التلفزة، لا يعد أمرا مقرفا ومنافيا لكل أعراف تدبير المرافق العمومية في العالم، ومخالفا لمبدأ عدم خلود المسؤولين في المناصب العمومية لمدة تفوق أربع سنوات، بل يعتبر إقرارا بأن العرايشي يتوفر على "كارت بلانش" لتضبيع الشعب المغربي واستحماره وتدجينه على القيم الساقطة. علما أن المسؤول الذي يعمر في منصبه لربع قرن يتوهم أن "البلاد واقفة عليه"، فيتحول من مدبر للمرفق العام بما يراعي روح وفلسفة المرفق العام، إلى ماكينة تدوس على الأعراف والقيم.
إن معركة الشرفاء بهذا الوطن ليست هي استهداف سلسلة "حامضة" او سيتكوم "باسل"، أو فضح استحواذ شركتين أو ثلاث شركات محظوظة ومقربة من مدفأة القرار، على معظم الصفقات منذ سنوات ( رغم وجاهة هذا المطلب)، بل المعركة هي العمل على إسقاط فيصل العرايشي من رئاسة القطب العمومي، واستعادة المغاربة للحق في أن تكون لهم تلفزة عمومية تترجم التنوع والتعدد بالمجتمع، ولتكون لديهم تلفزة عمومية تلعب دور القاطرة لجر النقاش العمومي نحو القضايا المجتمعية الحارقة.
وإلى أن يتحقق المطلب ونسترجع هويتنا التلفزية ونطمئن على مآل ضرائبنا، سنبقى نحمد الله لم ينزل الداء فحسب، بل وأنزل معه الدواء ووهبنا نعمة التيليكوموند، لنتحرر من ديكتاتورية رئيس القطب العمومي.