في إطار رمضانيات الفكر والثقافة صدر في الأسبوع الأول من رمضان المبارك كتاب بعنوان"اللسانيات و التنمية “..
مساهمات في تطوير المجال و المجتمع "، وذلك بتنسيق الأساتذة جمال الدين الهاني ومحمد الدرويش وحافظي إسماعيلي علوي .
و قد ساهم في هذا المؤلف الاساتذة محمد الدرويش وجمال الدين الهاني و مولاي احمد العلوي واحمد المتوكل واحمد شحلان ومحمد السيدي وسناء إدمالك ومصطفى غلفان وعبد الرحمان بودرع ومبارك حنون ومحمد غاليم وبنعيسى عسو أزاييط و سعاد اليوسفي وفاطمة السلامي ولطيفة الوراتي ومحمد لهلال و ماجدولين النهيبي ومحمد جودات وإبراهيم بن سليمان المطرودي و سليمان العايد و عبد الله ناصر القرني و محمد عبدو فلفل و خالد بن سليمان بن مهنا الكندي و عثمان تياو و عز الدين المجدوب .
والكتاب هو حوار حول اللغات والتي تعد رافعة من رافعات التنمية بكل أنواعها ومستوياتها، لأنها أحد مفاتيح نجاحها أو فشلها لأنها مرآة للمجتمع وثقافاته المتعددة في زمن انكسرت فيه الحدود. فقد عرف الدرس اللغوي قديمه وحديثه تكوين ثلة من الأكاديميين والطلاب الباحثين مؤسسة للدرس اللساني العربي ومطورة لنظرياته.
كما أن نخبـة منها من تمكن من النحو العربي القديم وانخرط بعضها في نقد الأصول أو في حركات تجديد الدرس النحوي، ومنها من تجاوز ذلك بالخوض في النظريات اللسانية المعاصرة بدءاً بالمنهج الوصفي ومروراً بالبنيوية والتوليدية والوظيفية وغيـرها مـن الـمـدارس اللسانيـة المعاصرة والتي انصب اهتمامها على دراسة وتحليل الظواهر اللغوية فـي مستويـاتها الصوتية والصرفية والمعجمية والتركيبية والدلالية والتداولية.
والكل ينطلق من التراث النحوي العربي من خلال قراءات نقدية أو وصفية أو تحليلية قصد بناء تصور جديد لقضية من القضايا... ثم ينتهي البناء بطرح نظري جديد يصبح بدوره طرحاً نظرياً قديماً أو متجاوزاً ؛ كل ذلك بهدف تطوير وتجديد المعارف الإنسانية وتقوية عمليات التعليم والتعلمات التي تعد مسؤولية الجميع يتداخل فيها التربوي والنفسي والاجتماعي والديداكتيكي، ومن المؤكد أن لللساني والنحوي دوراً أساساً في مجموع المراحل التعليمية..
لكل ذلك لابد للحكومة المغربية من تبني سياسة لغوية تحترم المقتضيات الدستورية وتستحضر التطورات العالمية في مجالات التلقين والتعلم والتكنولوجيا المعاصرة، كما أنه على معشر اللسانيين المغاربة خصوصا والعرب عموما تبسيط القواعد اللغوية وعمليات تلقين الدرس النحوي في كل المراحل التعليمية بهدف تحديث النحو والتخفيف من حمولته، فالزمن زمن المجهود الأقل في كل شيء ولا بد أن تتأقلم مجتمعاتنا مع هاته الأوضاع دون أن يعني ذلك التنكر لتاريخ أمَّتنا وعطاءات علمائنا عبر التاريخ، وبذلك نكون أمام قضايا النظر في النحو المتعدد، والمتن المتعدد، واللسانيات المتعددة.
والكتاب في الأخير من الحجم المتوسط ( 17/24 ) و575 صفحة ، ونشر من طرف كلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، و مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم . وهو كتاب يربط بين المجالات اللغوية و التنمية بكل ابعادها و تجلياتها..