ما ينطوي عليه عنوان هذه المادة الخبرية من معطيات ذات الصلة بمنظومة القيم، يستدعي استحضار مادة ل"أنفاس بريس" في 22 ديسمبر 2019 بعنوان:"ما دلالة "صراع" الإخوانيين الروكي وبنحمزة في ظل الهيمنة الأصولية على الحقل الديني؟".
وكان يومها قد تحاشى كل من الأستاذين محمد الروكي، ومصطفى بنحمزة، لقاء بعضهما البعض في ندوة "العلوم الإسلامية وقضايا العصر"، التي نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية بوجدة، فتغيبا معا عن الحضور، ف"كان ضحية هذا الغياب، هو الجهد الذي تم بذله لإنجاح هذه التظاهرة الأصولية بتأمين حضور رموزها الأساسيين في المؤسسة العلمية/ الدينية."
وتساءل يومها المتتبعون:" هل الخلاف بين بنحمزة والروكي، وهما من رموز "الإسلام السياسي"، مرده إلى اعتبارات شخصية مرتبطة بالتنافس حول الزعامة/ "الخلافة"، في الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى؟ أم أنه مرتبط بمنهجية الزحف الأصولي، حيث المعروف عن بنحمزة أنه صدامي وعنيف ويستعجل الأمور، في حين يشتغل الروكي على الأمد البعيد، وإن جمعتهما من قبل حتى مخططات التمكين اللوجستيكي للأصولية في الحقل الديني والجامعي على حد سواء؟ أم أنهما يفتعلان إظهار هذا الخلاف لتقع الجهات الرسمية في حبائل تزكية "الحمائم"، على الصقور؟".
وحتى ما نراه اليوم من تعريض بنحمزة بالمؤسسة العلمية بشأن إصلاح مدونة الأسرة ،إنما يستهدف الروكي وشبار.. من حلفاء الأمس.. فهو الزعيم الأوحد الذي لا يعترف حتى بمرجعية إمارة المؤمنين، وإن كانت هذه المرجعية ذاتها ،هي من نفخت فيه حد الانفجار علينا جميعا.
ما حصل هو ضروري للوقوف على ما استجد في باب نفي الشريك عنه، في "زعامة" الشرق.
فقد نظمت مؤسسة الفتح للتعليم العتيق بالعيون الشرقية بإقليم تاوريرت، محاضرة علمية، في 7مارس 2024، بعنوان: "من سلك طريقا يطلب فيه علما ،سلك الله به طريقا من طرق الجنة "، أطرها الأستاذ سعيد الكملي .
وقد أثارت هذه المحاضرة، ضجة كبرى بمواقع التواصل الإجتماعي، سواء قبل أو بعد انعقادها. حيث أعلنت المدرسة عن إلغائها. وطلبت من الأستاذ سعيد الكملي تأجيل الأمر إلى وقت لاحق. لكن حسب مصدر مقرب من مدير المدرسة، أن سعيد الكملي أصر على معرفة السبب، فكانت الإفادة بأن رئيس المجلس العلمي الجهوي الأستاذ مصطفى، لا يرغب في مجيئه لجهة الشرق، لأنه سيحدث فيها فتنة. بعدها اشتغلت الهواتف شرقا وغربا، وتلقى مدير المدرسة اتصالا هاتفيا من الإدارة الترابية يطلب منه الإبقاء على المحاضرة في موعدها.. فتم إعادة الإعلان بصفحات التواصل الإجتماعي، وفعلا قدم المحاضر إلى مدينة العيون الشرقية،مرفوقا بمدير مدرسة الإمام نافع بطنجة وطاقمه الإداري.
ولما علم بنحمزة بالأمر، اتصل بمدير مدرسة الإمام نافع وطلب منه ضرورة الحضور إلى وجدة مرفوقا بالأستاذ سعيد الكملي، وفعلا تم الأمر واستقبلهم بنحمزة بمدرسته وتم توثيق اللقاء بمواقع التواصل الإجتماعي..
لكن الذي لا يعلمه بنحمزة أن الكملي كان على علم بتفاصيل مسعى منعه له،وكذا على علم تام، بأنه هو من حرمه في وقت سابق، من التدريس بكلية الآداب بوجدة، بدعوى أنه متكبر وأنه لا يتوفر على ملف علمي.
وقد أثارت هذه "الخطيئة" الأخلاقية لبنحمزة ضجة بمواقع التواصل الإجتماعي، انتصارا للأستاذ الكملي. من ذلك ما كتبه أستاذ جامعي محسوب على تيار بنحمزة، في تدوينة،مستشهدا بما قاله الإمام الغزالي: " ومهما رأيت العلماء يتغايرون ويتحاسدون، ولا يتوانسون ولا يتعاونون، فاعلم أنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، فهم الخاسرون".
وكل هذا ينتظر في باب التمحيص، رواية الأستاذ بنحمزة في الموضوع!.