خالد أخازي: مختلفون على مدونة الأسرة... لكن لا شيء لنا نتقاسمه....!

خالد أخازي: مختلفون على مدونة الأسرة... لكن لا شيء لنا  نتقاسمه....! خالد أخازي
هل نحن مختلفون في  مدونة للأسرة لدرجة أن يهدد صاحب الاستقالة الشهير في ورق " الكاغيط" بمسيرة مليونية، تفرق أكثر ما تجمع، وتوسع الصدوع المجتمعية...؟
ما زلت لا أفهم استنجاد صاحب السبع الملايين بعبارات من الفرنسية، في كل لقاء أو خطبة خطاب عصماء وهو الذي يقدم نفسه مدافعا عن لغة القرآن...؟
في الحقيقة أعرف أن من يخلط العربية بكلمات من الفرنسية..
إما مفرنس وتخذله عربيته... وهذا نتفهمه...
إما معرب ويحتاج إلى مجد لغوي فج... لأنه يعتبر الفرنسية لغة تميز مجتمعي...
إما أنه سياسي ماكر، يطمئن فرنسا أنه يهيم بلغة موليير، ولن تكون خصمه إن حكم... فها هو الإسلامي المحنك يوظفها ولو عبارات معزولة في أي لقاء مع الجماهير، وبالتالي يحل بدهاء قضية تصادم الإسلاميين   والحداثة، والإسلامين  وخصمهم  غير المعلن الغرب... إدخال الفرنسية من بنكيران في خطبه تجديد لأوراق اعتماده للغرب، ولفرنسا خصوصا في مواجهة تيار الأنجلوسكيونية..
إما أنه فقط ضائع...تائه...لا يعرف وقع الخطاب الهجين لغويا...
أو شاخ فوهنت ذاكرته المعجمية  العربية وأينعت مع مع الترف  وحياة السبع ملايين شهريا لغة فرنسية ناعمة، تتناغم وحياة رجل يأخذ سبع ملايين في الشهر، ولا يملك سكنا... لولا زوجته التي أوته...
للأسف من حين لآخر نعطي الفرصة لبنكيران ليلعب دور الكهنوت المدافع عن الفضيلة والدين...
نعطيه الفرصة للكلام عن قضايا يركبها الانتهازي السياسي ليؤثر على المغاربة بخطاب شعبوي لئيم...
هل نحن مختلفون في مدونة الأسرة أكثر من قضايا أخرى كبيرة...؟
نحن مختلفون في الصفح عن بنكيران الذي أعدم الطبقة المتوسطة...
بنكيران الذي كل مجده الألم وقهر الطبقات المسحوق وإعدام صندوق الدعم...
بنكيران الذي سمح له وازعه الديني أن يعيش من معاش سمين لم يسهم في رأسملته.  
نحن مختلفون حول معاشات الوزراء...
حول فساد بعض النخب...والإفلات من العقاب..
مختلفون حول الابتزاز السياسي للحصول على مقعد في المؤسسات الدستورية...
مختلفون حول التعليم الذي نريده لأبنائنا بإرادة الإصلاح لا التسويات التي تراكم الاختلالات...
مختلفون حول مصدر الثروة...وتنزيل مشروع تجريم الاغتناء غير المشروع.. 
حول من يغتني بالمسؤولية  والصفقات العمومية والمال العام وسلطة القرار ولا  تطاله يد القانون ولا حتى المساءلة...
مختلفون حول الفراغ السياسي الذي ينتج التفاهة والابتذال والريع والفساد...
مختلفون حول ما ننتظره من تلفزاتنا في رمضان...وغير رمضان 
بالمناسبة....هل سيطل علينا من جديد كبور، ومن يجيد كوميديا المتناقضات بدل كوميديا المواقف...،
مختلفون حول كثيرة من الأشياء...
حتى الحق في البحر والرمل والرصيف والصحة والتعليم...
أما الإرث... فليس لنا ما نقتسمه غير الوجع...
ولا يتركنا لنا آباؤنا غير وجعهم... وأحلامهم التي أجهضت...
هذا نقاش لا يهنا نحن الفقراء... فأكثرنا لن يورث غير شقة من السكن الاقتصادي مات قبل أن يردي شهرياتها المملة... المذلة... القاهرة. 
لا تختلفوا حول الحريات الفردية كعدم تجريم الإفطار علنا والجنس الرضائي...
 فبعد زمن قليل سنفطر جميعا والشرع... لأننا مرضى منهكين، ولأن الصحة تركتنا منذ لم تبق عمومية، وصرنا ضحايا لتجار المرض...
اما الجنس... فآخر شيء يفكر فيه المغربي في زمن الصقيع الجنسي من القهر النفسي والاجتماعي..
فنحن مختلفون حول مفهوم الحرية...
 حول مفهوم حرية الصحافة، والحدود الغامضة الملتبسة بين حق التعبير والتشهير والشتيمة...
حول من يستحق السجن ومن لا يستحقه...
حول مرحاض يضمن الكرامة في زنزانة..
حول سرير وغطاء ووسادة في زنزانة... لأن يصبحوا امتيازا كالاستحمام بالماء الدافئ...
نحن مختلفون بين مفهومي الشخصية العامة والشخصية الخاصة...فالالتباس يعمق الشطط
بين الحياة العامة والحياة الخاصة....
نحن... نعرف... الحدود بينهما... لكن...مؤخرا ضاعت بوصلة الكتابة عندنا..
نحن مختلفون حول  وضعية الوزير قانونيا... هل هو موظف عمومي أم مسؤول خارج معايير الوظيفة العمومية...؟
نحن مختلفون حول عدة أشياء..
حول مسار التعيين  في المناصب السامية... 
حول مصدر الفساد والريع والوجع والتخلف والرشوة...
ما  لا نختلف فيه قيد أنملة أبدا هو:
الملكية...
الوحدة الترابية...
الإسلام...
فلا أحد يزايد علينا بهم...
فليسوا سكا تجاريا...
وتبا للفاسدين وإن تحصنوا  بجدار متهالك...
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل