الجاه والثراء الفاحش والخزائن المكدسة باﻷموال الصعبة وبراميل البترول التي تزن قناطير مقنطرة من الذهب، كل هذه اﻷشياء تتقاسمها إمارات الخليج التي منحها الله كل شيء إلا "فنون العيش". أثرياء البترول الذين لا يتصببون عرقا من أجل كسب قوت العيش لا يعرفون قيمة المال ولا يتفننون في الاستمتاع به، لذا يبددونه في "هوايات" تافهة مثل شراء السيارات الفارهة والقصور والساعات ااذهبية والهواتف الذهبية والجواهر واقتناء الحيوانات المتوحشة كاﻷسود والنمور والفهود. مدن الخليج تحولت إلى مدن الزجاج.. وأصبحت معرضا متحركا للسيارات الفارهة والماركات النادرة واﻷشكال العجيبة من المركبات المصنوعة من الذهب.. نعم.. من يعاني من حساسية وجاذبية تجاه المعادن الصفراء لا ننصحه بزيارة بعض هذه المدن.. الذهب هناك لا تصنع به الخواتم والسلاسل فقط، بل حتى السيارات والهواتف المحمولة ومقابض حاويات اﻷزبال وكراسي المراحيض. الذهب هناك كالتراب أصبح بلا قيمة وبلا معنى وبلا ثمن. البترول جعل أثرياء الخليج مهووسين بلوثة العظمة، حتى الحيوانات لا يربي أثرياء الخليج الكلاب والقطط كعادة أثرياء العالم، بل السباع والفهود والنمور. فإذا صادفت نمرا في سيارة فلا تتعجب، ﻷن تربية نمر في الخليج أمر عادي في الخليج ويشبه تربية قطة عندنا، حتى القطط والكلاب أصبح ينفر المغاربة من تربيتها ﻷنها مكلفة مادية.. فماذا نقول عن القطط الضخمة والمتوحشة التي يربيها أشقاؤنا الخليج، وكم تستهلك يوميا من أرطال اللحم، وكم يدفعون للبياطرة.. وكم.. وكم من الغرائب التي لا يمكن أن تشاهدها إلا في الخليج.
الصور التي ينشرها موقع "أنفاس بريس" هي جزء من الحياة العادية التي يعيشها أثرياء النفط الذين يختزلون "لذة" الحياة في شراء كل ما يلمع وكل ما يفترس وكل ما هو نفيس. المال في الخليج يفقد بريقه هناك، الذهب هناك يخف قراطه، الحيوانات المفترسة تخلع أنيابها هناك وتتحول إلى قطط أليفة ومستأنسة.