مادفعني لكتابة هذه السطور بعض الملاحظات التي تم رصدها من خلال تناول قضايا تربوية تحتاج لوقفة تأمل ودراسة. لا أعلم سر إصرار البعض على تناول كلمته باللغة الفرنسية في تناقض صارخ مع الدستور. وبذلك نعطي أسوأ مثال للطلبة الحاضرين، أاننا لانحترم القوانين ونتساءل كيف نؤسس لمنهجية الإصلاح بهذه المنطلقات المتناقضة؟
ما أثارني في العرض كذلك كون صاحبه ذو تجربة كبيرة من موقع مسؤوليته وكنت اعتقد أن الورقة لامحالة ستكون غنية من حيث اعتمادها على المزاوجة بين المعطيات والمؤشرات والتجربة الميدانية في التدبير . وقلت مع نفسي أن المدبر المركزي واضع الاستراتيجيات لاشك أن نظرته للموضوع ستكون لامحالة أوسع من المتلقي لأنها فرصة للافصاح عن الخلفيات التي حكمت الأجراء التربوي من الانطلاقة في الصياغة إلى التوصل بالنتائج، وهو مسار لايمكن أن يضبطه سوى صانع القرار . بل ستشكل اللحظة فرصة للدفاع عن الفكرة والمشروع وتنوير الرأي العام التربوي حول آليات التدبير بنقط القوة والضعف . بل توقعت كذلك أن يكون النقاش محتدما بين وأضع الفكرة والمنفذ لها بغية تجسير علاقة واضحة ومتكافئة مادام الرهان على الاصلاح بيد هذا الأخير.
ونحن نتأمل النموذج البيداغوجي إسوة بالنموذج التنموي لم نقف على الحد الفاصل بين زمنين في اعتقادي مهمين بين النمودج السابق واللاحق . بل لم نسمع تسمية واضحة تعرف وتحدد هوية هذا النموذج . تهنا جميعا وسط ركام هائل من المفردات بدون ضابط للأسف ضاعت معه كل هذه الأفكار في مقاطع مجزأة تفتقد للبعد الاكاديمي وتبدو منفصلة تدفعك لبذل مزيد من الجهد للبحث عن روابط لعلها تخلق علاقة بينها.من اهم الملاحظات كذلك التي شدتني للعرض، السقوط في الذاتية حد الاغراق فيضيع معها حبل الوصل. بل حين تسأل نفسك عن الجدوى من استدعاءبعض الأمثلة، قد يصدمك الجواب. فلكون العرض غلب عليه الارتجال لدرجة فقد معه بوصلة الهدف.
ساعة من التتبع والانصات بحثا عن فائدة لم اجدها. فقلت مع نفسي فعلا كل التقارير الصادرة عن الهيئات المعنية وذات الاهتمام المشترك ،.انت وفية ومنسجمة مع واقع الحال والنتيجة. مادامت قد كشفت حقيقةاخفاق المنظومة واثبثت صوابيتها اتجاه مسؤولين في حالات كثيرة . إما إنهم يغيبون عن المحطات المهمة ولايسجلون حضورهم ولايعتذرون أو آخرون لا يجيدون الدفاع عن أفكارهم، بل يبدون في آخر المطاف غير قادرين حتى على صياغة فكرة فكيف السبيل لصناعة برنامج رائد يرفع به التحدي ويقنعون الآخرين بتبنيه.