بأرض تردى الماء في هضباتها
فأصبح فيها نبتها يتوهج
هل نعود الى الذاكرة لنقول من نحن ؟!
نحن عثرة كثلة العمل الوطني ضد المستعمر رئيس لجنتنا الشاب علال الفاسي سنة 1937 رفيقاه المختار السوسي وبوشتى الجامعي نواة نادي الحماسة الذي بني بعد تلاوة الفاتحة الى جانب ركن عمود بالقرويين. منذ اللحظة الاولى شعارنا الله الوطن الملك .
نحن الحزب الذي اضطهد الاستعمار اجدادنا ومنع كثلتنا فانتقلنا الى الرباط على اثره لنأسس في أبريل 1937 الحزب الوطني. وبعد أن اشتد عودنا ،عادت فرنسا الظالمة عندما بدأ يلوح انتصارها ضد الالمان قبيل نهاية الحرب العالمية التانية، عادت لاعتقالنا وقمع ابطالنا وقتل مناضلينا في فاس والرباط وسلا.. وقدم ثلتنا للمحاكم العسكرية بتهمة المس بأمن الدولة.. ويالسخرية التهم ،في أرضنا نحاكم بالمس بأمننا.. وعلى إثره نفي علال الفاسي الى الجابون واحمد بلافريج الى كورسيكا.. فهل يتحمل مناضل اليوم البعد قسرا وقهرا عن أهله تسعة سنوات في مداشر فيها الذباب سيد والقر جو والخيم بيت والجند عسس والطعام في أحسن الأحوال عدس .
ومع ذلك أسسنا الحزب حزب الاستقلال في 11 يناير 1944 وتحملنا الويلات وقومنا الظهير البربري نحن ننشد (شلح او عربي حتى نلقى ربي) .
وفي 8 دجنبر 1952 صنعنا الغضب النقابي وجن جنون المستعمر فامتدت يده الاثمة الى رمز الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس ولم نهدأ الا بعودته ملكا شرعيا في فجر الاستقلال.
نعم، نحن الحزب الذي تعرض للانفصال وصار اخونا المهدي بنبركة في اتجاه أخر وواصل علال الفاسي واحمد بلافريج المسير وشاركنا في حكومات هجينة لم نتولى رئاستها إلا أقل من سنة واحدة. الى بداية التسعينات حيث بنينا الكثلة ورفضنا رئاسة الحكومة ليس تنطعا بل بموضوعية إلى أن جاء عهد جلالة الملك محمد السادس حيث صار ما سار من حكومة اليوسفي وجطو ثم عباس الفاسي وبعده حكومة الربيع العربي لبنكيران ثم العثماني وهانحن اليوم نجر أقدامنا في حكومة أخنوش بعد أن تلون العالم بالحرب في اوكرانيا وفلسطين والهجمة غير المسبوقة على الإسلام وظلم الجيران وشح السماء وتطور العالم في اتجاه البحث عن الطاقات الجديدة والمتجددة، ونفضنا عنا الغبار ومحونا فترة من زاغ عن الطريق ووصلنا إلى أبواب المؤتمر الثامن عشر نربوا الى سربلة هيكلنا بجلباب الفضيلة النورانية ننشد العودة إلى المسجد والتقوى وطرح الهوى ماعلق بالنفس من آثام..
ولذلك فإن الحزب الذي نريد نود القطع فيه مع الاستنبات الذي ظهر انه علاج غير مفيد مهما قدمت من مسوغات، دعونا نزرع زراعة بيولوجية تنبث فواكه غير مهدرجة حتى وإن كان محصولها ضعيف فإنها أفيد للصحة والعقل فقد أثبت العلماء ان الفاكهة الضخمة زيادة عن الطبيعي لاطعم لها ..
نريد حزبا ثابتا صلبا في مواقفه يسمي الأشياء بمسمياتها ويقول اللغة العربية لغة الدولة والامازيغية لغة دستورية والاسلام ديننا والظلم عدونا والفساد ليس منهاجنا والمغرب أرض واحدة من السعيدية الى الكويرة والديموقراطية سبيل للتنمية والتعادلية اقتصادنا وصيداو ليست شعارنا والمرأة أخت الرجل في الحقوق ونصف المجتمع في الواجبات والجهل عدو مفترس والمدرسة واجب ملزم قسرا والعلوم مفتاح لمواجهة الفقر والقضاء آلة لنشر العدل ورد الخقوق وسجناء الرأي والقلم عيب مابعده عيب والتساهل مع الحدود أيضا عيب .
الحزب الذي نريد يضع المناضل المناسب مكان رجل مناسب، ويولي أبناء مدرسة الحزب الاسبقية في تولي الأمور المذهبية والفكرية، ورجال الأعمال مناضلين مقدرين للدفاع عن الرأسمال الشريف والأساتذة الجامعيون ينشرون النور الفكري والأطباء والمهندسين والمحامون وعباق رة الكومبيوتر والذكاء الاصطناعي مرغوب فيهم، نحن حزب يحب تواضع المنتخب الخدوم ويكره (الزعيم) المتعالي الذي يقدم نفسه عن غيره.. نحن حزب يكره حد القرف محاباة العائلة والزوجة والأولاد والبنات عند الترشيح للجنة التنفيدية والبرلمان ومناصب المسؤولية في الدولة والوزارة والسفارة ومديرية المؤسسات العمومية..
وفي نفس الوقت نحن حزب كل المغاربة إلا المجرمون بالفطرة أو الانتهازيون أو سارقوا أحدية المناضلين نحن حزب المالكية والأشعرية والسلطان. نحن حزب لاتوسط بيننا لنا الصدر ذون العالمين او القبر .