وشكلت هذه الندوة الافتتاحية لهذا الملتقى المنظم بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لكلميم وادنون، مناسبة للوقوف عند نشأة الأدب الأمازيغي وإبراز مختلف المحطات التي قطعها منذ المرحلة الشفهية إلى مرحلة التدوين والكتابة.
وأكد رئيس جمعية تمونت إفران الأطلس الصغير، محفوظ الكابوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الندوة المنظمة ضمن فعاليات ملتقى تمونت للإبداع والأدب الأمازيغي، فرصة لبحث ومقاربة الأدب الأمازيغي في جوانبه الشكلية والجمالية، مضيفا أن هذا الملتقى يشكل موعدا سنويا لمقاربة المنجز الأدبي الأمازيغي من حيث قضاياه وإشكالاته، وكذا مناسبة لإبراز وتقوية حضور الإبداع والمبدعين الأمازيغيين في المشهد الثقافي والفني.
وأكد المشاركون خلال هذه الندوة أن الأدب الأمازيغي شأنه شأن الأدب في مختلف الثقافات العالمية انطلق مما هو شفوي إلى مرحلة التدوين، وأن ما تم تدوينه في هذا الأدب إلى غاية الآن هو النذر القليل مما تزخر به الثقافة الأمازيغية، داعين إلى ضرورة صيانة هذا الأدب وحفظه ضمن الثقافة المغربية التي تتميز بالتنوع والتعدد.
وفي هذا السياق، أبرز أحمد صابر ، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، في مداخلة له، أن هذه الندوة شكلت فرصة لتدارس ومقاربة وضعية الأدب الأمازيغي من حيث مدى تقدم تدريس اللغة الأمازيغية وخاصة في شقها الأدبي بالمؤسسات التعليمية والجامعية، مستحضرا بهذا الخصوص، نماذج من الأبحاث العلمية المنجزة في هذا المجال، وكذا دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في دعم وتدريس اللغة الأمازيغية في الجامعة.
من جانبه، أكد محمد يحياوي، الكاتب العام للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة كلميم واد نون، على ضرورة إعادة صياغة الأدب الأمازيغي وتقعيده عبر الكتابة والتدوين بأسلوب جديد يتماشى والانتظارات الاجتماعية التي تعرف حاليا اهتماما بالمكون الأمازيغي الذي يتميز بالتنوع والتعدد في كل ما هو شفهي.
كما دعا إلى ضرورة إحياء معاني ودلالات الثراث الأمازيغي على مستوى البعد الثقافي والمجالي للإنسان الأمازيغي وفهم التراث بشكل عميق وربطه بالأنساق الثراثية التي يبدع فيها الإنسان الأمازيغي سواء على مستوى المسرح أو الأمثال والألغاز أو على مستوى المناظرة الشعرية.
أما محمد أفقير، أستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، فتوقف عند نشأة الأدب الأمازيغي ولحظة انتقاله من الشفهية إلى الكتابة مرورا بالتدوين، مشيرا إلى أن هذا التدوين تم الاعتماد فيه بالأساس، على مخزون الذاكرة من خلال استعمال الحروف والرموز عبر مجموعة من الإبداعات في الكتابة كالقصة والشعر وغيرها.
وأبرز أن بداية أي أدب كيفما كان نوعه لا تكون بالكتابة بل ينتقل عبر الرواية الشفهية التي تستغرق آلاف السنين بعد بلورة مهارات فكرية وعقلية مكنت من الوصول إلى مرحلة التدوين والكتابة.
وتعرف فعاليات ملتقى تمونت للإبداع والأدب الأمازيغي في نسخته الرابعة تنظيم عدة أنشطة منها ورشات تكوينية للشباب والطفولة حول تدريس الحكاية وكتابة القصة القصيرة بالأمازيغية، وكذا معرض للكتاب الأمازيغي.