أغبى ما يردد من الأمثلة التافهة" دير النية ونعس مع الحية" من الأمثال ما يعجب به الإنسان إلا لجمال سجعه لا لقوة معناه، فبالله عليكم هل تنام مع الحية ولا سلاح لك غير النية...؟
الحية عدو، والعدو لا يواجه بالنوايا بل بالحذر والحيطة والعتاد و العدة، وهي كناية عن كل خصم، وأمثال كثيرة يرددها الناس ترسخ الخنوع والعبث مثلا" لهرب نجا" هل الهروب نجاة...؟ هل الهروب عند الزحف ومن المسؤوليات وعند مواقف النجدة والغوث نجاة....؟ وزد مثلا كذلك ما يقال"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب..." أي حمق هذا...؟ ربما في سياق ما يمكن فهم هذا المثل، لكن السكوت جبن وضعف في مواقف كثيرة والكلام في موقف الحق ودفع الباطل هو الذهب الخالص...فالسكوت عن الشهادة بالحق لا يساوي شقفة طين لأنه يصنع مآسي كثيرة...
أمثال جارية كثيرة....تكرس الضعف بدل الحكمة، والغباء بدل الشدة المطلوبة في بعض المواقف...
لا أحد ينام مع الحية لمجرد النية... هذا انتحار... وقس الأمر على كل الأعداء...فإن متعنا ما فيها من السجع، فإن المعنى انتحار...
لي.شفتيه راكب على القصبة كول ليه مبروك العود"
دعوة صريحة للنفاق والكذب والتدليس... وصنع منظومة علاقات تتأسس على الزيف والكذب..
قل... الحقيقة...
ولا تصدق أن النية كافية مع الحية..
وأن السكوت من ذهب..
و"قلب لقلة على فمها تطلع البنت لأمها"... فهذا لا يصدق مطلقا... فالبنت قد تكون مختلفة عن أمها في كثير من الأحيان...
النية لا تكون في إلا في بعض العبادات...
لا في الكرة كما يقول الركراكي...
أما الأصل في الأعمال كلها فالقول ب "اعقلها من العقل والتخطيط و التفكير والتدبر ثم التوكل على الله... " التوكل وليس التواكل... فالنية وحدها غير كافية لربح على الأقل مقابلة كرة القدم...
لن نقول لمن يركب قصبة" مبارك الفرس"
بل سنقول الحقيقة لأن الوطن لم بعدين فيه متسع للنفاق والرياء والكذب...
سنقول... أننا لن ننام مع الحية... بل سنقطع رأسها ولو كنا في صلاة...
لن نقلب القلة لنرى فتاة تشبه أمها...
بل سنؤمن بامرأة متجددة مسؤولية تصنع قدرها بحرية، ولا تعيد إنتاج الضعف...
لن نقول إن السكوت من ذهب...
سنجهر بالحقيقة لأنها تبني الأوطان...
لن نهرب كي ننجو...
فالنجاة أحيانا مهانة وذل... حان يكون الثمن هزيمة الوطن...
سلام على من نجا... ولا رأسمال له غير جواز سفر أحمر... وشتاء بارد طويل...
نجاتنا بين شعبنا...
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل