بعد أيام سيهُل شهر رمضان وسينطلق معه الموسم الدرامي، علّمتنا كل المواسم السابقة أن نستعد في كل موسم لتسونامي التفاهة، سنتظاهر مجددا بأننا تفاجأنا بمستوى رداءة أغلب الأعمال التي ستعرضها قنواتنا، وكالعادة سنرفع الأقلام وننتقد تفاهتهم.
سيخرج علينا ككل موسم بعض أشباه الممثلين، وبعض أشباه المخرجين، وبعض أشباه المنتجين، وبعض أشباه كتاب السيناريو، وكل الأشباه ''المُسنطَحين'' الذين يحملون دون كلل راية الإنحطاط والإسفاف، ليهاجموننا ويصفوننا بأعداء النجاح وأننا نقّاد نهدم ولا نبني، سينتهي الموسم وسيعرض هؤلاء الأشباه على صفحاتهم أرقاما مزيفة للمشاهدات التي حصلت عليها أعمالهم، سيُقنعوا أنفسهم وأتباعهم السذج بانتصاراتهم الموسمية الوهمية، أما نحن فسنضع أقلامنا كأن شيئا لم يكن، وكالعادة لن ينصت إلى صراخاتنا أحد، ولن يهتم بما نكتب أحد، ستختفي كلماتنا وستضيع بين متاهات أرقامهم المزيفة، وهكذا إلى أن يحل الموسم القادم ليعاد توزيع الغلة من جديد، وتقاسم الكعكة بين الأشباه تحت وفوق الطاولة وتحت صراخ دافعي الضرائب.