ضحايا حوادث الشغل يحتجون أمام مقر وزارة الصحة

ضحايا حوادث الشغل يحتجون أمام مقر وزارة الصحة يبلغ عددهم أكثر من 75 ألف ضحية حادثة شغل على المستوى الوطني
تعتزم‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية‭ ‬تنظيم‭ ‬وقفة‭ ‬إحتجاجية‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالرباط،‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬الساعة‭ ‬11‭ ‬صباحا‭. ‬وذلك‭ ‬للإسراع‭ ‬بإصدار‭ ‬مراسيم‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإيرادات‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية‭ ‬لفترة‮ ‬2013-2018‭ ‬و2018-2023‭ ‬وتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬لتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬بين‭ ‬سنداب‭ ‬الفقر‭ ‬والتهميش‭ ‬والأوضاع‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث  ‬الشغل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭. ‬

وصرح‭ ‬إبراهيم‭ ‬فهمي،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية‭ ‬لـ‭ ‬"الوطن‭ ‬الآن"‭ ‬قائلا: "نحمل‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬احترام‭ ‬سيرورة‭ ‬الحوار‭ ‬الموثق‭ ‬يوم‭ ‬فاتح‭ ‬نونبر‭ ‬2023‭ ‬مع‭ ‬مديرية‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعمال،‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الإجتماعية،‭ ‬وتملص‭ ‬مسؤوليها‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية‭ ‬وذويهم‭ ‬من‭ ‬اليتامى‭ ‬والأرامل‭. ‬

وأمام‭ ‬هذا‭ ‬الحيف‭ ‬الممنهج‭ ‬الذي‭ ‬تضررت‭ ‬منه‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬طالب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية،‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الإجتماعية،‭ ‬تطبيق‭ ‬روح‭ ‬القانون‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬تنزيل‭ ‬الورش‭ ‬الملكي‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية»‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬أوضح‭ ‬لطفي‭ ‬راكمي،‭ ‬عضو‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية،‭ ‬أن ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬هم‭ ‬بمقتضى‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬أصحاب‭ ‬حق،‭ ‬وإن‭ ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬هذه‭ ‬المراسيم‭ ‬يعتبر‭ ‬ضربا‭ ‬صارخا‭ ‬للقانون‭ ‬وعدم‭ ‬ممارسة‭ ‬المشرع‭ ‬لصلاحياته‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬حسب‭ ‬الظهير‭ ‬الشريف‭ ‬والقوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭. ‬وذكر‭ ‬منها الظهير‭ ‬الشريف‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬(31‭ ‬ماي‭ ‬1943)‭ ‬والظهير‭ ‬الشريف‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬(9‭ ‬دجنبر‭ ‬1943)‭ ‬وما‭ ‬تضمن‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬في‮ ‬(10‭ ‬دجنبر‭ ‬1943)‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬شروط‭ ‬تطبيق‭ ‬الظهير‭ ‬الشريف‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬أعلاه‭ ‬بتاريخ‮ ‬(9‭ ‬دجنبر‭ ‬1943)‭ ‬وعلى‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬2.64.036‮ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬القعدة‭ ‬(2‭ ‬أبريل‭ ‬1963) المتعلق‭ ‬بتحديد‭ ‬الإيرادات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للمصابين‭ ‬بحوادث‭ ‬الشغل‭ ‬والأمراض‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬لذوي‭ ‬حقوقهم‭ ‬وبحساب‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإيرادات‭.‬

واستنكرت‭ ‬الجمعية‭ ‬التأخير‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬27.23‭ ‬بتغيير‭ ‬وتتميم‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ ‬18.12‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬داخل‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المحض‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬لها"‭.‬

وللإشارة‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬صادق‭ ‬بالإجماع،‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬تشريعية‮ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬27‭ ‬دجنبر‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬27.23‭ ‬بتغيير‭ ‬وتتميم‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬12.18‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭   ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬الذي‭ ‬أحيل‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬معية‭ ‬أربعة‭ ‬مشاريع‭ ‬قانون‭ ‬ثلاثة‭ ‬منها‭ ‬أدرجت‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها،‭ ‬أما‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ ‬23 27‭ ‬بتغير‭ ‬وتتميم‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ ‬12 18‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬فلم‭ ‬يدرج‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الساعة‭.‬

وخلال‭ ‬تقديمه‭ ‬لمضامين‭ ‬مشروع‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬أكد‭ ‬خالد‭ ‬آيت‭ ‬الطالب،‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬التشريعي‭ ‬يأتي‭  ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬التشريعي‭ ‬والتنظيمي‭ ‬والمؤسساتي‭ ‬والمالي‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬المحددة‭ ‬مرتكزاتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬رقم‭ ‬09.21‭ ‬المتعلق‭ ‬بالحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكذا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مواكبة‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحيين‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية،‭ ‬ومنها‭ ‬مراجعة‭ ‬مهام‭ ‬ووظائف‭ ‬وهيكلة‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭.‬

وأوضح‭ ‬آيت‭ ‬الطالب،‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ترتيب‭ ‬الآثار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصدور‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬2.21.854‭ ‬المتعلق‭ ‬باختصاصات‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬والذي‭ ‬خول‭ ‬له‭ ‬السلطة‭ ‬على‭ ‬الهياكل‭ ‬المكلفة‭ ‬بالحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المحدثة‭ ‬بموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬2.14.280‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يونيو‭ ‬2014‭ ‬بتحديد‭ ‬اختصاصات‭ ‬وتنظيم‭ ‬وزارة‭ ‬التشغيل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬"تم‭ ‬نقل‭ ‬مديرية‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعمال‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬المذكور‭ ‬رقم‭ ‬2.14.280‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية"‭.‬

وتابع‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬"تغيير‭ ‬وتتميم‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬18.12‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل‭ ‬الصادر‭ ‬بتنفيذه‭ ‬الظهير‭ ‬الشريف‭ ‬رقم‭ ‬1.14.190‭ ‬بتاريخ‭ ‬(29 دجنبر‭ ‬2014)،‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لوزير‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ممارسة‭ ‬الاختصاصات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوادث‭ ‬الشغل"‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬تضمن‭ ‬مقتضيات‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬إسناد‭ ‬الاختصاصات‭ ‬التي‭ ‬أوكل‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬18.12‭ ‬ممارستها‭ ‬إلى‭ ‬الوزير‭ ‬المكلف‭ ‬بالشغل،‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬السلطات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬ستحدد‭ ‬بموجب‭ ‬مرسوم،‭ ‬مع‭ ‬إحلال‭ ‬عبارة‭ ‬«الإدارة‭ ‬المختصة»‭ ‬محل‭ ‬عبارات‭ ‬«المديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬أو‭ ‬الإقليمية‭ ‬للتشغيل‭ ‬المختصة»،‭ ‬و«المصالح‭ ‬المختصة‭ ‬بالمديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬أو‭ ‬الإقليمية‭ ‬للتشغيل»‭ ‬و«المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬للتشغيل»‭.‬