تخرج من غيبوبتك الاجتماعية...
تنفض الغبار عن معطف عزلتك...
وتمضي لتشارك في عرس ثقافي أو فكري...
ما إن تلج القاعة...
حتى تشعر أنك ربما أخطأت العنوان...
فالمبدع وحيد أو قلة تتابعه...
الشاعر يستمع فقط لنفسه...
الروائي يوقع لرهطه أو قبيلته أو حوارييه...
وبعض المحظوظين يوقعون حتى أوراق المرحاض ويحتفل بهم العالم.....
وفي القاعة الأخرى حشد من الناس والضيفة من نوع خاص من البشر...
المهمشون الذين لا ألقاب لهم ولا فراديس قديمة ولا قرب فسيفسائي يصنعون الإثارة والفخر بأمجاد الآخر المزيفة...
وحدهم... أو قلة من الناس تأتي إليهم ردا لجميل... أو لسابق فضل في عزاء أو عرس أو ختان... فحضور فعاليات الثقافية غدا كطقوس العزاء بالمغرب...
" عزيني نعزيك "...
يمنحك العالم فرصة للخروج إليه من بوابة ضيقة : الإبداع والفكر والثقافة...
بوابة الحلم والوجع...
فلا تجد لك موضع قدم، لأنك لا تحلم حلم القطيع... لأنك بكل بساطة خارج انتظارات المنظومة الثقافية...التي هي سرية كمنظمة مافيوزية..
تبحث عن اتحاد كتاب المغرب...
فتجد الكتاب شيعا وأتباعا...وبعض الشعراء تخلوا عن الشعر وتفرغوا للفراغ...
والاتحاد غدا قددا ومللا ونحلا...
وسادت لغة الشرعية بدل اللغة الإبداعية...
أصحو من جديد على هجوم مجنون لعسكر الجزائر على المغرب...
أس عالم هذا مازالت فيه الشعوب تطيق جنون قلدتها...؟
تصحو بمرارة..
تتمنى صبحا جديدا في بلد الميلون شهيد...
لا تجد تفسيرا...ل تصرفات معلق رياضي جزائري لا تفهمها...
بل للإعلام الجزائري الممنوع من ذكر المغرب ...
فتستغرب...
ما فعلها ستالين ولا كاسترو...
فتتساءل: كيف يحكم المجانين دولة بحجم الجزائر... ؟
من أين دخل المجانين دهاليز للحكم ورهنوا الشعوب بقضايا مفتعلة... ؟
من علمهم السحر والتنويم المغناطيسي لشعوبهم حتى يتفرغوا للعهر السياسي...؟
لست مضطرا أن تكون مغربيا... لتصف النظام الجزائري بالمغامر والمجنون الذي يتآمر ضد مصلحة شعبه هو في أمس الحاجة لتوزيع عادل لثروته... للعيش كريما...
حتى لو لم تكن مغربيا.... ستصف الإعلام السمعي والبصري الجزائري وهو يغطي فعاليات الكان.. بالمعتوه والجبان...
ثم نصحو على خبر التحقيق القضائي مع حميد المهداوي...
والمشتكي هو وهبي أو وزارته...
نقف عند هذا العبث...
فأحيانا نتجاهل الضرر الصغير من أجل تفادي الضرر الكبير: المس بصورة المغرب الدولية وإرهاقه البلد النوع من الملفات... وإحراج منظومته القضائية...
يستمر العالم في منحنا فرص الأمل...
لكن العبث قادر على توسيع دائرة حلفاء المكر والخبث..
لأننا نعيش زمنا يمنح الفرص للأقنعة ويدينك أنت لأنك مختلف...
فأحيانا عليك أن تلعب دور التافه لتقلص عدد الخصوم والحاقدين
عليك أن تجيد تزكية ومباركة العبث حتى تجد لك موقع قدم في تظاهرة ثقافية...أو تسلم من نميمة على مشرب بلا هوية
ما العمل...؟
هل الخلوة هي الحل...؟
الصراع مكلف... ويتطلب العنفوان...
الصراع مكلف... ويتطلب الشراسة...
الصراع مكلف... ويتطلب الأشياع والأتباع والأدعياء...
ونحن.... يا نحن العليلة النفس والجسد
يا نحن التي اكتفت حتى انزوت..
خف فينا العنفوان...
والشراسة مرهونة بالقوة النفسية والجسدية... ونحن مجرد جيل مرهق...
الأتباع والأشياع والأدعياء فلا جاه لنا ولا لقب ولا نفوذ ولا سيرة مهنية تصنع الأمجاد للحواريين...
ليس لنا غير التجاهل في حرب التفاهة...
ليس لنا غير عدم الاعتراف بالرموز المصطنعة...
ليس لنا غير العقوق بأبوية ثقافية هجينة...
وقلم... وأمل...