أحمد أرحموش: رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية

أحمد أرحموش: رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية أحمد أرحموش
في تصريح رسمي لكم (وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة) بقبة البرلمان نهاية شهر يناير 2024، صرحتم فيه ان عدد مدرسي اللغة الامازيغية بالمدرسة العمومية هو 1860 مدرس، وأن عدد التلاميذ المستفيدين من تدريسها هو 746 ألف تلميذ، واضفتم، ان تعميم اللغة الامازيغية بالمستوى الابتدائي، سيصل الى نسبة 50% بحلول موسم 2025/2026، وأن التعميم الشامل سيتم بنفس المستوى التعليمي سنة 2030!!!؟؟
السيد الوزير :
دون الدخول في تفاصيل كل ما صرح به السيد الوزير في موضوع الامازيغية بالمدرسة العمومية، ومنها وضعية المدرس والبنية التي يشتغل بها، فإنني أثير انتباهه إلى أن جزء كبير من أرقام الرباط المعلن عنها من طرفه، تستدعي التوضيحات التالية:
1-إن أغلب الأرقام المعلن عنها أرقام سبق وأن أعلنت عن مثيلتها أو ما يشابهها حكومتي البيجيدي (645 ألف سنة 2018)، وتبين لاحقا ان هذه الأرقام غير صحيحة وموجهة حصرا للاستهلاك الاعلامي.
2-إن الأرقام الورقية التي وافتكم بها المديريات أو الاكاديميات، هي افتراضات ميكانيكية غير حقيقية، وأصحاب الميدان سبق لهم أن كذبوا الأرقام الصورية السابق الاعلان عنها من قبل الحكومات السابق..
3-إنه قبل أقل من سنة سبق للإعلام أن نشر تصريحا حكوميا جاء فيه أن عدد التلاميذ المستفيدين من دروس اللغة الامازيغية هو 360 ألف، فكيف ارتفع العدد إلى 746 ألف في ظرف ثمانية أشهر؟
4-إنه حسب المعطيات التي اعلنتم عنها بما لها وما عليها، فإنه إذا كان فعلا عدد المتخصصين مدرسي اللغة الامازيغية ارتفع الى 1860 مدرس، فانه خلافا للرقم الذي اعلنتم عنه، فان عدد التلاميذ المستفيدين لا يتجاوز وطنيا446.400 تلميذ، وليس 746 ألف..
5-إعلانكم عن ارتفاع عدد التلاميذ المستفيدين انتقلت إلى 31% فيه نوع من عدم الجدية او عدم استيعاب الارقام الحقيقية والواقعية القائمة على أرض الواقع، حيث أنه بعملية حسابية بسيطة، يتضح ان نسبة عدد المستفيدين ولو باعتماد رقمكم المعلن عنه بالنسبة لعدد المدرسين بالتعليم الابتدائي لا يتجاوز حوالي 14,5 %، وليس 31% التي صرحتم بها، اخذا بعين الاعتبار أن عدد التلاميذ وطنيا بالمستوى الابتدائي يصل الى اربعة ملايين تلميذ، وعدد المستفيدين لا يتجاوز 446400 تلميذ.
6-أعلنتم أن التعميم على المستوى الابتدائي سيصل الى تغطية 50% سنة 2025/ 2026، و100% سنة 2030، وهو ما يثير الاستغراب، لكونه:
أولا، ليست لديكم أية ضمانات لاستمرار نفس الحكومة الى بعد انتخابات 2026..
وثانيا، يعتبر ما صرحتم به في هذا الشق الأخير في نظر القانون شكلا من اشكال التدخل في اختصاصات البرلمان، ومساس باستقلاليته، يغد ان فوضتم لنفسكم صلاحية تعديل مقتضيات المواد 4 و31 من القانون رقم 16/26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وقررتم تمديد الاجل الى ما بعد 2030.
ورابعا، يعتبر تحديد الوزير لسنة 2030 كأجل أقصى هو في حد ذاته تراجع كبير وتهديد للعديد من المكتسبات التي راهنت عليها الحركة الأمازيغية لتعميم تدريس اللغة الأمازيغية".
7-إنه وخارج أي تنميط او تمطيط لمسار تعميم الامازيغية، فإني أذكركم أن مطالب الحركة الأمازيغية بملف الأمازيغية بالمدرسة العمومية والخصوصية، واضح وشفاف، مفاده تنفيذكم لما أنتم ملزمون به على الاقل قانونا عبر التعميم في التعليم العمومي والخصوصي إلى السنة الأخيرة من التعليم الثانوي، وليس حصرا بالتعليم الابتدائي، اضافة الى تنفيذ وعدكم بخلق اللجنة المركزية المكلفة بملف الامازيغية بوزارتكم، علاوة على ملحاحية تصحيح وضعية المدرس والبنية المزرية التي يشتغل بها، دون ان ينسى وقف القرار الضمني القاضي بمنع تدريس الامازيغية للجالية المغربية بدول الاستقبال، وهو ما يستدعي بالحتمية القانونية ، اتخاذكم لقرار رفع عدد المدرسين قبل نهاية شهر شتنبر المقبل، كأجل محدد قانونا الى 18000 مدرس، وهو ما يعتبر مستحيلا بسبب التأخر الحاصل من مؤسستكم في التفاعل الجيد والجدي والواقعي مع مقتضيات القانون .
الخلاصة:
أين الجديد إذن؟ وأين التحولات؟ وكيف لكم السيد الوزير أن تعمموا الأمازيغية بمستويات الابتدائي والإعدادي والثانوي في افق 26/9/2024 كما تنص على ذلك مقتضيات المواد 4 و31 من القانون رقم 16/26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
 
أحمد أرحموش، محامي وحقوقي