لا يمكن أن ننسب إنجازات المنتخب الوطني بمونديال قطر للمدرب وليد الركراكي، الفضل يعود للمدرب وحيد الذي أهّل المغرب لهذا المونديال، واستطاع خلال ثلاث سنوات أن يعد منتخبا مقبولا من الناحية التقنية والتاكتيكية.
هذه حقيقة للتاريخ، وليد الركراكي أضاف بعض البهارات، كقربه من اللاعبين واستخدام لغة قريبة منهم. استطاع من خلالها أن يتجاوز لغة الشد والجذب التي طبعت عقلية المدرب وحيد، خاصة استبعاده لبعض اللاعبين (حكيم زياش...)، ومواجهته الغاضبة لبعض محبي هؤلاء اللاعبين. لا يعقل أن نقتنع أن وليد الركراكي هو من أعد منتخب مونديال قطر خلال ثلاثة أشهر فقط. لذلك فالمدرب البوسني له الفضل في ذلك.
أما وقد مرت الآن أكثر من سنة ونصف على تقلد وليد قيادة المنتخب الوطني، فلا بد أن تظهر بعض البصمات لهذا المدرب على المنتخب، وأن تكون له هوية على مستوى الاختيارات التقنوتاكتيكية التي ظهرت واضحة خلال كل اللقاءات خصوصا بعد العودة من مونديال قطر واتضحت أكثر خلال منافسات الكان .
أولا: أول التجليات أن وليد الركراكي ظل حبيس ما جرى في مونديال قطر، واعتقد أن نفس التركيبة ونفس الخطة ستعطي نفس النتائج في منافسات الكان، والحال أن المباريات التي خاضها لم تكن مقنعة على أكثر من صعيد.
ثانيا: المنافسات الافريقية نظرا لعامل المناخ وعامل الجغرافيا تعتمد على القوة البدنية وشراسة الاحتكاكات وبالتالي لياقة بدنية تؤهل لذلك، لكن المنتخب الوطني ككل كان ضعيفا سواء في المبارزات الثنائية، أو في افتكاك الكرة ونقلها بالسرعة الكافية نحو مربع الخصم. بل أن بعض اللاعبين كانت تعوزهم اللياقة البدنية بشكل كبير باستثناء "أكرد، حكيمي وسفيان لمرابط.."، الباقي يحتاج إلى تأهيل بدني، البعض منهم يحتاج لزيادة الوزن كأوناحي، ومزراوي، وريدشارتسون، وزياش. وآخرون في حاجة لنقص الوزن والعمل على تنمية خاصية السرعة كالصيباري مثلا. لذلك كانت اللياقة البدنية عاملا أساسيا ومؤثرا في نتائج المنتخب.
ثالثا: الإعتماد على نفس النهج التاكتيكي أثبت محدوديته في كل المباريات الإفريقية، بل خطة الركراكي أصبحت مفضوحة ومكشوفة أمام الجميع. لأن المدرب الحقيقي لا ينهزم مرتين أمام نفس الفريق (جنوب افريقيا). خطة (1.4.1.4) تضمن السيطرة على الكرة لكنها لا تضمن الانتصار، وخاصة أن الفاعلين فيها لم تعد لهم القوة والشراسة مثلما كانت لهم في مونديال قطر.
رابعا: الاعتماد على الجهة اليمنى وحدها في الهجوم على حساب الجهة اليسرى أو العمق أحدث خللا في المنظمومة الهجومية ككل،بل وأثر حتى على الدفاع عند ضياع الكرة أو عند الهجوم المضاد. زيادة على إقحام لا عبيين في مواقع ليس من اختصاصهم.
خامسا: لم يتم تأهيل اللاعبين نفسيا كما وقع بالمونديال،بعضهم ركبه الغرور وبعضهم وضع نتائج المباريات في جيبه مسبقا لأن المعطيات على الورق أعطته ذلك،لكن الصدمة كانت واقعا أخر.
سادسا: الجامعة أبقت على الركراكي مدربا للمنتخب وهو ما أختلف عليه شكلا لأن عقد الأهداف لم يتحقق،وكان المنطق يفرض على الركراكي تقديم استقالته وللمكتب الجامعي كامل الصلاحية لقبولها أو رفضها.
نظرا للحيز الزمني القصير الذي يفصلنا عن منافسات الكان 2025 التي ستقام ببلادنا وإقصاءيات كأس العالم 2026 قفزت الجامعة وتجاوزت بنود الاتفاق وأبقت على الركراكي لمواجهةرهانات كبرى تنتظر المنتخب فيما يخص إعادة النظر في التركيبة البشرية وخاصة أن البطولات الأوروبية تحفل بالعديد من المواهب وفي كل المراكز.كما يمكنه أن يأخد العبرة من كأس الكاف ويتجاوز الأخطاء والتغرات التي وقع فيها.وربما حتى تغيير البعض من عناصر طاقمه الذين لم يقدموا له وللمنتخب أية قيمة مضافة.
أثناء تعيين الركراكي كمدرب للمنتخب،كتبت حينها أنه تم التسرع في تعيينه لكونه يحتاج إلى الوقت لكي تنضج تجربته وخاصة على مستوى المنافسات القارية،لأن تدريب المنتخب يختلف عن تدريب الأندية ،اقترحت بدله المدرب حسين عموتة كونه يتقدم خبرة عن وليد نظر لمؤهلاته العلمية والأكاديمية في الميدان الرياضي باعتباره خريج معهد مولاي رشيد،وهو مقبل على تقديم أطروحته للدكتراه وباعتبار تراكم تجاربه في التدريب على المستوى الوطني أو بدول الخليج.