الفقيه المؤرخ أحمد الرهوني: آثاره وتآليفه العلمية (2)

الفقيه المؤرخ أحمد الرهوني: آثاره وتآليفه العلمية (2) الفقيه المؤرخ المرحوم أحمد الرهوني التطواني
في الجزء الثاني من الحديث الاذاعي للزميل الإعلامي عبدالإله التهاني، حول سيرة العالم والمؤرخ أحمد الرهوني التطواني، استعرض حصيلة مؤلفاته الغزيرة، مسجلا  أنه اشتهر أكثر بكتابه "عمدة الراوين في تاريخ تطاوين، والذي طبع وصدر في عشرة أجزاء، وفيه يقدم توثيقا شاملا لتاريخ مدينة تطوان، من النواحي الحضارية والعلمية السياسية والعسكرية والاجتماعية والمعمارية، مبرزا أن هذا الكتاب أصبح مرجعا أساسيا لمن جاء بعده من المؤرخين والباحثين، وفي طليعتهم المؤرخ المرحوم محمد داوود،  الذي استفاد كثيرا من موسوعة أحمد الرهوني، وهو  يؤلف كتابه الضخم حول تاريخ تطوان، الصادر بدوره في عدة أجزاء. 
وشدد الإعلامي عبدالإله التهاني على أن موسوعة أحمد الرهوني، على أهميتها لايمكن أن تحجب الحصيلة الوافرة من التآليف العديدة التي ألفها في فروع أخرى من العلوم، وخاصة في باب الفقه والتفسير والحديث ، وعلوم اللغة والبلاغة،  وأدب الرحلة .
وهكذا سرد عناوين كثيرة من تلك المؤلفات، ومن ذلك كتبه التالية: 
- كتاب "هداية المسترشد لفهم كلام المرشد" ، وفيه يشرح كتاب "نظم المرشد المعين " لابن عاشر. 
- كتاب " حادي الرفاق في شرح منظومة الزقاق" ، وفيه يشرح منظومة الزقاق في الفقه والقضاء. 
- كتاب " منن الفتاح الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل " .
- كتاب " الغنيمة الكبرى بشرح مقدمة السنوسي الصغرى" .
- كتاب " حصول الألفة لطلاب التحفة " ، وهو عبارة عن حاشية على تحفة ابن عاصم .
- كتاب " مذاكرة إخواني برسالة إبن أبي زيد القيرواني ".
- كتاب رفع الخصاصة عن قراء الخلاصة " ، وفيه يقدم شرحا لالفية ابن مالك. 
- كتاب " النشر الطيب في شرح أرجوزة الشيخ الطيب "، وهو كتاب ألفه في شرح منظومة الشيخ الطيب بنكيران في الحقيقة والمجاز.
 
بين القرآن الكريم  والسيرة النبوية: 
وإلى هذا، توقف الإعلامي عبدالإله التهاني عند الكتب التي ألفها العلامة أحمد الرهوني التطواني في إطار عنايته بالسيرة النبوية، حيث أشار إلى مؤلفاته التالية:
- كتاب " تحفة الاخوان بسيرة سيد الأكوان ".
كتاب " إعلام الأنام بحقوق آل البيت الكرام ".
كما أشار إلى كتب أخرى للفقيه الرهوني التطواني، يتأمل من خلالها في سور القرآن الكريم، ومن ذلك كتابه فضل الكريم المنان على قارىء القرآن "، وكتابه " تنبيه الأنام على ما في كتاب الله من المواعظ والأحكام "، علاوة على كتابه المسمى "حلل الديباج بقصة الإسراء والمعراج"، وكتابه "ختم شفاء القاضي عياض"، والمقصود به ختم كتاب العالم المغربي الكبير القاضي عياض، والمسمى" الشفا بتعريف حقوق المصطفى ".
وسرد معد البرنامج مؤلفات أخرى للفقيه الرهوني، ومنها كتاب "تسهيل الفهوم على مقدمة ابن آجروم" ، وكتاب " تحرير المقال بمنة الواحد المتعال في مسألة الكسب وخلق
الأفعال"، وكتاب "اغتنام الثواب والاجر فيما يتعلق بليلة القدر" ، وكتاب "الدرر المجمعة في الإعلان بتراجم الخلفاء الأربعة".
 ولم يفت الزميل الكاتب الاعلامي عبدالاله التهاني، أن يتوقف عند تآليف الفقيه المؤرخ أحمد الرهوني التطواني،  في أدب الرحلة، ومن ذلك كتابه  "الرحلة المكية " ، وفيه دون تفاصيل رحلته إلى الحج عام 193 ، وكتابه" الحلة السندسية في الرحلة الاندلسية "، وقد نشره سنة 1930 على حلقات في صحيفة الإصلاح، ووثق فيه رحلته إلى الديار الاسبانية وتحديدا منطقة الأندلس، لزيارة الرواق المغربي في المعرض التجاري لمدينة إشبيلية، وهي الزيارة التي قام بها رفقة الحاج عبدالسلام بنونة، وباشا تطوان وقتها إدريس الريفي.
 
ملخصات الرهوني  ومختصراته: 
وختم معد ومقدم برنامج "مدارات "، استعراضه لسلسلة تآليف المؤرخ الفقيه أحمد الرهوني التطواني، بالإشارة إلى عدد من الكتب التي أنجزها، على شكل ملخصات ومختصرات لمصنفات ضخمة، من قبيل تلخصيه لكتاب" الاستقصا لاخبار دول المغرب الاقصى"، لمؤلفه المؤرخ أحمد بن خالد الناصري المتوفى عام 1897، وكتاب " اللؤلؤ الحطيب من كتاب نفح الطيب "،  وهو عبارة عن تلخيص لكتاب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب "، لمؤلفه الاديب والمؤرخ الأندلسي أحمد المقري. وتنضاف إلى هذا ، وفق ما
أورده معد ومقدم البرنامج الاذاعي "مدارات"، ملخصات ومختصرات أخرى، من أبرزها خمسة كتب لشيخه وعلامة عصره محمد بن جعفر الكتاني، وكتاب بعنوان "الدرر البهية والجواهر النبوية" للفقيه مولاي إدريس الفضيلي، دون إغفال المختصرات التي أعدها لعدد من الفهرسات الضخمة والشهيرة في التراث المغربي، ومنها فهرسة عبدالقادر الكوهن، وفهرسة محمد بن قاسم القادري، وفهرسة الشيخ جعفر الكتاني، وفهرسة المهدي الوزاني.
 
أحمد الرهوني ورهان الكتابة الشعرية: 
ولفت الإعلامي عبدالإله التهاني، في ختام هذه الحلقة من برنامج "مدارات "، إلى جانب آخر في سيرة الفقيه المؤرخ أحمد الرهوني التطواني، يتمثل في إنتاجه الشعري وفق نمط القصيدةالعمودية ، حيث عرف عنه أنه كتب في مختلف الموضوعات، كالمديح والرثاء والتوسل الديني، وشعر المناسبات الدينية والاجتماعية.
واستحضر معد البرنامج ما لوحظ عن شعر أحمد الرهوني، من كون صفته كفقيه كان لها بالغ الأثر، على شكل ومضمون قصائده التي هيمن عليها طابع النظم ، أكثر من مواصفات الشاعرية المرهفة.
واعتبر عبدالإله التهاني أن المرحوم الرهوني،، ربما كان يرى أن كتاباته الشعرية، هي مجرد امتداد لاهتماماته العلمية العقلانية، وليست نشاطا أدبيا مستقلا عنها وموازيا لها، وأن تلك هي نظرة الفقهاء الذين كتبوا شعرا.
 
انتهى..