أحيى كورال الصويرة موكادور، الأحد 4 فبراير 2024، بالفضاء الاجتماعي والثقافي دار الصويري، حفلا غنائيا متميزا، برئاسة الفنان صفوان مقدم، احتفى فيه برواد الأغنية المغربية، الذين أبدعوا روائعا موسيقية، مازالت تحظى بمكانة مرموقة في قلوب عشاق الطرب المغربي الأصيل، لاحتفائها بالجمال وحثها على التحلي بالروح الوطنية والإخلاص والوفاء والقيم الإنسانية النبيلة.
وهكذا، أتحفت المجموعة الكورالية، الجمهور العريض الذي غص به فضاء دار الصويري عن آخره، وارتفعت أصواته داخل هذا الفضاء لتمتزج بأصوات كورال الصويرة موكادور، عبر 11 مقطوعة شيقة من العصر الذهبي لرواد الأغنية المغربية، حلقت بخياله في عوالم من الكلمة الموزونة واللحن الجميل والأداء الراقي، وتفاعل معها بشكل كبير ولافت.
أستهل الحفل برائعة " محمد صاحب الشفاعة" لإسماعيل احمد، تلتها تباعا "يا ليل طول" لمحمود الإدريسي، و"يابنت الناس" للمعطي بلقاسم، و"عيني ميزاني" لعبد الوهاب الدكالي، و"خيي خيي" للطيفة رأفت، و"بارد أسخون" لمحمد الحياني، و"سولت عليك العود والناي"، و"هاذ الغيبة طالت"، و"علاش ياغزالي"، و"يا بنت الناس انا فقير ودراهمي معدودة"، و"عيشي يا بلدي عيشي"، وغيرهم من أغاني جيل الرواد.
وفي تصريح لـ"أنفاس بربس"، أوضحت كوثر شاكر بنعمارة، الكاتبة العامة لجمعية الصويرة موكادور، أن الغاية من تنظيم هذه الأمسية الفنية، هو تكريم رواد الأغنية المغربية، الذين أبدعوا وأمتعوا الجمهور المغربي بروائع لن تمحى من الذاكرة، بل ستظل منقوشة بمداد الفخر والاعتزاز في السجل التاريخي للأغنية المغربية الأصيلة والراقية، مشيرة إلى أن جمعية الصويرة موكادور، وفي إطار مهامها الجمعوية، تساهم بشكل جدي واحترافي إلى جانب باقي المتدخلين والمهتمين بالمجال الفني والموسيقي، في صون والمحافظة على تراثنا الموسيقي المغربي المتعدد الروافد، الذي يعتبر ملكا لكل المغاربة وللإنسانية جمعاء.
وأشارت شاكر بنعمارة، أن جمعية الصويرة موكادور التي أسسها اندري أزولاي مستشار جلالة الملك سنة 1992، يعود إليها الفضل في تأسيس كورال الصويرة موكادور سنة 2022، وهو مجموعة غنائية تضم 50 هاويا محليا من الجنسين، تتراوح أعمارهم مابين 11و70 سنة، ينتمون لمختلف المهن كالصحة والتعليم والإعلام والمهن الحرة، جمعهم حبهم للإنشاد الجماعي الراقي، مضيفة أن الكورال رأى النور بفضل دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ويتطلع أفراده إلى العالمية لرغبتهم القوية وعزمهم الأكيد، لتمثيل مدينتهم ومن خلالها الوطن الأم، في مختلف المهرجانات الموسيقية الدولية.
وأبرز الفنان والموسيقي صفوان مقدم، قائد ومدرب كورال الصويرة موكادور، أن الأمسية الموسيقية التي احتضنها فضاء دار الصويري، كانت موعدا متميزا، سعى لتكريم واستحضار روائع رواد الأغنية المغربية، الذين زرعوا الفرح وأشاعوا قيم المحبة والإنسانية، من خلال أداء الكورال لريبرتوار ضم باقة من خالداتهم، وأضاف أنه لمس لدى المنتسبات والمنتسبين للكورال إرادة قوية، مما يبشر مستقبلا بإمكانية توسيع نطاق مشاركاته على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدا أن جمعية الصويرة موكادور، تخطط دائما لما هو أفضل، وتكون سباقة لاتخاذ مبادرات خلاقة وفريدة.
وفي تصريحات متفرقة لـ"انفاس بريس" عبر عدد من المنتسبين لكورال الصويرة موكادور، عن غبطتهم بالانضمام لهذه المجموعة الإنشادية وإشادتهم بأجواء الاحترام والتعاون والجدية التي تسود بين أعضائه، مؤكدين سعيهم لتطوير مسيرة الكورال وكذا مساهماته في إغناء الساحة الفنية الوطنية، والدفع به إلى أفق أوسع وأرحب وطنيا ودوليا.
كورال الصويرة موكادور