كتاب "الجماعات المحلية والمسألة الثقافية".. متابعون يجمعون على أهمية دور الثقافة كمحرك أساسي للتنمية

كتاب "الجماعات المحلية والمسألة الثقافية".. متابعون يجمعون على أهمية دور الثقافة كمحرك أساسي للتنمية الكتاب يسلط الضوء على التظاهرات الثقافية بمختلف أجناسها بالدار البيضاء
أبرز كل من الصحفي عبد الرزاق مصباح وعبد الرزاق وردة على الدور الثقافي للمجالس الجماعية التي كان لها دور كبير في تنشيط التظاهرات الثقافية بحضور أسماء لها وزن على الساحة الثقافية والفنية في ترسيخ فعل ثقافي جاد، بالرغم من هزالة الميزانية السنوية المخصصة لوزارة الثقافة.
وضرب المتدخلون، في تقديم كتاب " الجماعات المحلية والمسألة الثقافية " للأستاذ عبد الرزاق وردة، مساء الجمعة الماضي بنادي الراسينغ البيضاوي، بعض الجماعات المحلية التي ساهمت في التنمية الثقافية والإشعاع الثقافي بكل أبعادها مثل مدينة اكادير وفاس والمحمدية وتطوان والرباط.
وقال عبد الرزاق وردة : " باقتراح وتشجيع من بعض الأصدقاء والفاعلين، أقدمت على هذه التجربة الأولى مـن نوعهـا بالنسبة لي، والمتمثلة في كتابـة المسـار الثقـافي لمجلـس جماعـي للمعاريف ، لولايتين ( من 1983 إلى 1997 ) مـن خـلال مـا عـشـتـه وسـاهمت فيـه، ومـا عـلـق بذاكرتي مسنودا بما توفر لدي من وثائق ومطبوعات ومواد، وذلك مساهمة مني في توثيق الأنشطة والتظاهرات الثقافية على وجه الخصوص، التي نظمتها جماعة المعاريف سابقا بالدار البيضاء، إما لوحدهـا باعتمادها على إمكاناتها الذاتية، أو بتنسيق وتعاون مع بعـض الإطارات والمنظمات الفكرية والإبداعية التي كانت تقاسمها الهم الثقافي، وذلك على امتداد ما لا يقل عن عقدين من الزمن.
بالفعـل كـانـت هـذه التجربة غنية كما ونوعا، إذ شكلت، بشهادة الخصوم قبـل الأصدقاء، نموذجـا للفعل الثقافي بكل أبعـاده الفنية والإبداعية. من هذا المنطلق، وحتى لا يطـال تلك الأعمال المتميزة والهادفـة النسيان والاندثار، ارتأيت تدوينهـا وتوثيقهـا لتكـون رهـن إشارة المنتخبين المحليين والمثقفين والباحثين والمهتمين والفاعلين الجمعويين، متمنيا أن تتلوها مبادرات أخرى تعززهـا وتغنيهـا ".
ويضيف وردة: " إن الطـرح الـذي كان سائدا وربمـا لا يـزال، يختـزل دور الجماعـات في المهام التقليدية المتعارف عليهـا، والتي تتمثل في تقديم خدمـات للمواطنين لا تتجـاوز جمع النفايات والتزفيت والتزليج والإنارة العمومية وما إلى ذلك، دون بذل اي عنـاء ليطـال فعلهـم الاهتمام بالمجال الثقافي؛ فهـو عنـد بعضهـم فضـلـة وعمـل ثانـوي لا طائـل مـن ورائـه.
إننـا نلمـس مـن خـلال مـا كـانـت تقدمـه لنـا يوميا، وما زالت، مختلف منابـر الاعلام الرسمية ومـن يـدور في فلكها، عـن مفهومهـا للثقافة؛ إذ تعبئ إمكانياتهـا الضخمـة لشيوعه والترويـج لـه؛ إنـه نمـط مـفـرغ مـن حـرارة الواقـع وصـدق المعيـش، نمـط هجين محافظ يكرس الاتكالية والخمـول الذهني وتنامـي روح الانتهازيـة والانتظاريـة، بـل يسـتهدف بعـض قيمنـا التـي تشـكـل جـزءا مـن هويتنـا وكينونتنـا ".
وعن الميزانية المرصودة للفعل الثقافي يقول عبد الرزاق وردة: " إن خير معـبر عـن وضعيـة الثقافـة ببلادنـا تعكسـه ولا شـك، هزالـة الميزانيـة السـنوية المخصصـة لـوزارة الثقافة، والتـي تـؤدي حتـما الى محدودية البنيـات الأساسية وفضاءات الاستقبال مـن مركبـات ثقافيـة ومكتبات ومسارح وقاعـات لـعـروض مختلف التعابير الفنية والابداعيـة.
فالأولوية تعطى للمظاهـر والاحتفالات واللقاءات الفلكلورية والأضرحة والزوايـا. فـلا يتـم الاشتغال عـلى إرساء الدعائم الأساسية للعمـل الثقـافي الجـاد وطويـل النفـس، الذي يؤسـس ذاكـرة وطنية تغذي الأجيال الحالية والصاعـدة مـع ما يقتضيـه ذلـك مـن انفتاح على ثقافات وحضارات الغير والاطلاع على التجارب الدوليـة والقيـم الكونيـة ".
إن أغلـب الجماعـات ومنتخبيهـا يتحججـون بقلـة الإمكانيات المادية المرصـودة وغيـاب مـواد وفصـول قانونيـة مخصصة للعمـل الثقافي. فإذا كانت هذه الملاحظات والنواقـص تـسري الى حد كبير على ظهير 30 شتتبر 1976 المتعلق بالعمل الجماعي، فـإن مـا جـاء بـه المشرع مـن تعديلات جوهرية على الميثاق الجماعـي، سـواء تعلـق الأمـر بالقانـون رقـم 78.00، ومـرور بالتغييرات التـي أدخلهـا القانـون رقـم 17.08 وصـولا الى القانـون رقـم113.14، يفنـد تلـك الدفوعـات والمبررات فتبدو واهيـة، وهـي تعكـس في المقام الأول، انعدام القناعـة بجـدوى الفعـل الثقافي ومـا يترتـب عـن ذلـك مـن غيـاب البرامج الثقافيـة مـن اهتمامـات جـل المستشارين الجماعيين وبالتبعيـة السـواد الأعظـم مـن المجالس المنتخبـة مـع كامـل الأسـف ".
وتفاعلت القاعة مع مداخلة كل من الصحفي عبد الرزاق مصباح وعبد الرزاق وردة، على الدور الذي كانت تقوم به المجالس التي كان يسيرها الاتحاديون والأطر التقدمية والحداثية والبصمات التي تركتها، وتأسفت بعض المداخلات للفعل الثقافي حاليا بالرغم من وجود 16 مقاطعة بالدار البيضاء، إلا أنها بعيدة عن أنشطة ثقافية جادة. كما تسائل عن مسرح الدار البيضاء الكبير الذي رصدت له أموال باهظة وما زال مغلق ؟؟؟
 
عن يومية "الاتحاد الاشتراكي"