رحيل أيقونة فن العيطة العبدية الشيخة عيدة 

رحيل أيقونة فن العيطة العبدية الشيخة عيدة  الراحلة عِيدَةْ
رحلت عن الحياة الشيخة الفنانة "عِيدَةْ" أيقونة فن العيطة العبدية مساء اليوم الأحد 4 فبراير 2024، بعد أن بلغت من الكبر عتيا؛ وأنهك المرض جسدها الضعيف، وخانها بصرها بعد أن فقدت عيناها بريقهما.
 
أيقونة الغناء العيطي الشيخة عِيدَةْ التي كانت تحفظ عن ظهر قلب كل متون العيطة الخصباوية، إنها المرأة/ المدرسة التي ورثة فن العيطة من صفاء ينبوع رفيق دربها الشيخ الدعباجي في زمننا الجميل، هي التي سطع نجمها في سماء فن العيطة بأسفي، بين دروب حاضرة المحيط ومواسمها ومهرجاناتها، ووسط عائلات مسفيوية كانت ومازالت تقدر معنى أن تحمل الشيخة من طينة "المرأة الحرة" في قلبها هموم الوطن، وتتغنى بالحرية والشجاعة والشهامة التي عكست صورها قصائد فن العيطة.
 
الشيخة عيدة هي المرأة الحرة التي نقلت أسلحة المقاومة بين مستلزمات عدتها الفنية في زمن المقاومة وهي شابة في مقتبل العمر، وسلمتها لمن حملها بمسؤولية وطنية وسددها في وجه المستعمر الغاشم إبان "رْفودْ الخميس".
الشيخة عيدة إيقونة العيطة العبدية، هي التي حكت عنها الروايات الشفهية وقالت بأن صوتها الجهوري، "لا يحتاج إلى ميكروفون، و لا يقارن بمنطقة عبدة الساحرة"، فعلا لقد كانت عيدة تتغنى بالخيل والمقاومة، والحركات السلطانية، ورجالات الوطن، حيث حولت الأحداث التاريخية إلى مواضيع عن الوطنية تتغنى بها في زمن الاستعمار الفرنسي، وقد أكدت هذا خلال تكريمها بمهرجان العيطة من طرف وزير الثقافة الشاعر سي محمد الأشعري بقاعة الأفراح بأسفي.
 
يرجع الفضل للراحلة الشيخة عيدة في نقل أصول أداء العيطة و الغناء واللباس التقليدي، والسلوك الرفيع، وطبائع الموسيقى التقليدية، حيث تتلمذت على يدها و تعلمت أبجديات فن العيطة كل من الشيخة خديجة مركوم، والشيخة حفيظة الحسناوية، والشيخة نعيمة والسعدية بنت الهاشمية، وبنات لوتيري ربيعة وأختها السعدية... والقائمة طويلة.
 
كل مجايليها الذين انتسبوا لعائلات المقاومة من أبناء أسفي، وشيوخ وشيخات العيطة الحصباوية يؤكدون أنها كانت امرأة حرة، وفنانة محترفة و طباعة، امتازت بأخلاقها وسمعتها الطيبة، و أجادت أداء كل أغاني العيطة الحماسية بوطنية، وبهمة عالية، رفقة رباعة الشيخ الدعباجي، والشيخ ميلود الداهمو (بازهار) وغيرهم منهم من قضى نحبه ومن ينتظر الذي يأتي ولا يأتي في زمن التنكر للجميل والعرفان.
 
وداعا أيتها المرأة الرائدة التي بصمت مشوارها الفني بتعففها وبساطتها وحبها للناس سواء من أهل فن العيطة أو من ساكنة أسفي وعبدة.