عزيز الداودي: ألا يتحمل لقجع المسؤولية الأولى في إخفاق المنتخب الوطني بالكان؟

عزيز الداودي: ألا يتحمل لقجع المسؤولية الأولى في إخفاق المنتخب الوطني بالكان؟ عزيز الداودي
حتى الأكثر تشاؤما من المواطنين المغاربة لم يكونوا يعتقدون أن المغرب سيخرج بخفي حنين من كأس افريقيا للأمم المنظم بالكوت ديفوار وسيقتصر على بلوغه لدور الثمن وهو ما يعني انه يحتل المرتبة السادس عشر افريقيا اذا صدقنا ما كان يروج في السابق على انه يحتل المرتبة الرابعة عالميا بعد أن بلغ مرحلة النصف النهائي في كأس العالم التي نظمتها دولة قطر منذ ما يزيد عن السنة ومنذ ذلك الوقت ونحن نعيش على الأطلال وعلى تبعات انجاز تاريخي.
أكيد أن له أهمية قصوى لكن الجامعة الوطنية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع لم تدرك أن البقاء في القمة هو الأساس وأن الزوال السريع منها يعطي الانطباع بأن الحظ وحده كان وراء بلوغ المنتخب الوطني لنصف نهاية كأس العالم وهذا طبعا ليس انتقاصا من فريق وطني قاتل داخل رقعة الميدان واستمات لاعبوه في الدفاع عن راية الوطن بل ضرورة لتقييم الوضع وإعادة ترتيب الأوراق ومعنى ذلك أن ربط المسؤولية بالمحاسبة هي السبيل الوحيد لتجنب إعادة سيناريو الاقصاء المخيب للآمال.
وبما ان رب ضرة نافعة فأكيد اننا كنا نحتاج الى العلاج بالصدمة لنستفيق من الوهم وليتأكد لنا أن المنتخب الوطني فوق لقجع وأن هذا الأخير هو الذي يتحمل مسؤولية الاخفاق وحده وبالتالي فعليه ان يتخلى عن أسلوب التعالي والاستكبار قبل أن يقدم تقريرا مفصلا عن اسباب السقوط المدوي للمنتخب الوطني في كأس افريقيا.
فلا يعقل أن ترصد الدولة امكانيات مالية ضخمة لتوفر كل الشروط الذاتية والموضوعية للمنتخب الوطني ولمرافقيه والذين بالمناسبة الكثير منهم لا تجمعهم بكرة القدم سوى الخير والاحسان ومع ذلك يفشل في كسب الرهان في حين أن منتخبات إفريقية بإمكانيات مالية محدودة جدا وصلت الى مستويات متقدمة جدا في كأس إفريقيا. بمعنى أن الشعور بالألم والحسرة الذي عانى منه جل المغاربة اثناء الاقصاء المذل على من تسبب فيه ان يدفع الثمن لوحده وليس على حساب جيوب دافعي الضرائب.
 
عزيز الداودي، فاعل نقابي وحقوقي