كان الإنتظار سيد الموقف وترقب نتيجة مباراة عادية في كرة القدم بين جارين شقيقين الجزائر وموريتانيا، إلا أن الإعلام الجزائري المضلل، مرة أخرى جعل من حادث عارض قضية وطنية وقضية رأي عام زورا وبهتانا.
منهجيا يمكن مقاربة هذا الموضوع على شكل مقال افتتاحي مرفوع إلى المحكمة الرياضية الدولية ( الطاس).
مقال الطعن المرفوع إلى السيد رئيس المحكمة الرياضية لإلغاء نتيجة مباراة المنتخبين الموريتاني والجزائري للعلل التالية عيب السبب وعيب الشكل.
حيت يتشرف الطاعن (الإعلام الجزائري) بصفته متضرر من نتيجة المباراة المشار إليها أعلاه، تفضلوا السيد الرئيس بالاطلاع على النتيجة المحصلة سلفا، وبغض النظرعن الوقائع المثبتة عن طريق النقل التلفزي المباشر يمكن الإنتقال إلى العيوب التي شابت هذه المباراة مباشرة.
أولا: عيب السبب حيت أن المنتخب الجزائري تعرض لمؤامرة خطيرة كان مهندسها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن طريق إحباط معنويات المنتخب الجزائري، وذلك بتغطية جميع مصاريف الإقامة وتنقل المنتخب الموريتاني بدولة ساحل العاج ، وتخصيص تحفيزات مالية مهمة لهذا الفريق لهزم المنتخب الجزائري، كل هذه الوقائع كانت سببا مباشر ا في النتيجة السلبية المحصلة، علاوة على ان رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم يمارس سلطته التحكمية على الكاف والفيفا ويمارس ضغطا رهيبا على الحكام لرسم النتائج بشكل مسبق .وهذا ما تم إثباته بكل القرائن، على أن الحكم الذي أدار المباراة تم انتقاؤه على المقاس وكان منحيزا للمنتخب الموريتاني، مما يجعل من نتيجة المباراة مفتقدة للشرعية ومشوبة بالشطط في استعمال السلطة، وعرضة للالغاء.
تانيا: عيب الشكل يقصد بعيب الشكل أن إجراء المباريات تتطلب إجراءات دقيقة جدا، لأن الشكل يفسد المضمون، وحيث أن رئيس الإتحاد الموريتاني لكرة القدم حضر هذه المباراة بناء على توجيهات الطرف المغربي مما أثر سلبا على نتيجة المبارة. وحيت ان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أبرمت مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع باقي الفرق الأفريقية، واستضافت العديد من المباريات مما يجعل من هذا الفعل مشوبا بالتعسف في استعمال الحق.
وبعد المداولة طبقا للقانون قررت المحكمة مايلي:
- من حيت الشكل:
قبول الطلب لأنه اثير بصفة نظامية ومستوفيا لباقي الشروط القانونية المتطلبة قانونا من حيت الصفة والمصلحة .
- من حيت الموضوع:
حيث أنه بعد الإطلاع على أوراق الملف وبعد إعادة معاينة اطوار المباراة ..
وبعد الأخذ براي الحكام والمتخصصين في مجال التحكيم، وحيت ان القضاء بصفة عامة يبني أحكامه على الجزم واليقين وليس على مجرد الشك والتخمين؛ ثبت لمجلس القضاء عدم جدية جميع الدفوعات الشكلية مما يتعين ردها، كما أن السبب المباشر في هزيمة المنتخب الجزائري لا يعود لأسباب فنية او لقيمة اللاعبين؛ وإنما يرجع بالأساس إلى الشحن الإعلامي والضغط الرهيب الذي مورس على كل مكوناته ومحاولة تسييس هذه التظاهرة الكروية وتحميل كل الإخفاق للجيران، كما أن المنتخب الموريتاني كان رحيما بالمنتخب الجزائري حيت أهدر قرابة خمس فرص سانحة للتسجيل، وأن من شان هذه الحملات الإعلامية التدليسية تسميم الأجواء وخلق التوتر بين شعبين شقيقين يجمع بينهما التاريخ والجغرافيا والإنتماء والمصير المشترك.
وبناء عليه، قررت المحكمة الرياضية وهي تبت علنيا وحضوريا رفض الطلب لانعدام الأسباب والتعليل والأدلة وانتفاء الشرعية والمشروعية وغياب الجدية في الدفوعات..