الكل ينتظر الصورة التي سيظهر بها الفريق المغربي بساحل العاج، علما ان طقوس وأجواء القارة السمراء تختلف بشكل كبير عن التظاهرات الكروية العالمية، طبعا المباراة الثانية كانت بمثابة مختبر اجرائي حقيقي للنخبة الوطنية، حيث طغى اللعب الاستعراضي والاستغراق في الفردانية والتراخي في المراقبة والصرامة الدفاعية.
وإذا كان تسجيل الهدف في الدقائق الأولى من شوط المباراة مطلب يتمناه كل مدرب، إلا ان هذا السبق في التهديف الذي كان من شأنه تحرير اسود الأطلس للتحكم في المباراة، إلا أن العكس هو الذي حصل، حيت عمل الفريق الخصم على تكتيف المرتدات في العمق ليتمكن من الحصول على ضربة جزاء ارتكبها أحد المدافعين بشكل ساذج، وبعد اهدارها كان المطلوب من المنتخب الوطني إضافة أهداف أخرى لتأمين النتيجة، إلا ان التغييرات التي قام بها المدرب وأن جاءت متأخرة لم تكن في مستوى طموح الجماهير المغربية، بل كانت نتائجها عكسية!! وتم تسجيل هدف التعادل من قبل الفريق المنافس، لضعف وتفكك المنظومة الدفاعية التي استعصت على الحل بمونديال القطر، لكنها في ادغال افريقيا أصيبت بعطب فني وميكاني، الذي سيدخل الفريق في مرحلة الحسابات وانتظار نتائج الفرق الأخرى.
وبالبناء على ذلك فإن الوضعية الراهنة تثير العديد من علامات الاستفهام وأسئلة مركزية مشروعة وحارقة من قبل:
لماذا فشل المنتخب المغربي في الفوز بكأس افريقيا قرابة خمسين سنة رغم انه يتوفر على لاعبين متميزين في البطولات العالمية؟
هل توفير جميع الظروف والإمكانيات من شأنه تحقيق نتائج إيجابية؟
هل يمكن الحديث عن وصفة اللاعب المحلي كوصفة بديلة لم تختبر بالقدر الكافي؟
وشرعية هذا السؤال تستمد مشروعيتها من نجاح المدرب المحلي بالبطولة الإفريقية، ويبقى الوداد بقيادة وليد الركراكي نموذجا.
كيف سيتعامل الناخب الوطني في مباريات خروج المغلوب خاصة إذا اصطدم بالمنتخب السينغالي، وفي كحالة الالتقاء بمصر، هل سيقوم الأسود بتحنيط الفراعنة؟
كيف ستتعامل الجامعة مع الموقف في حالة الإقصاء دون الوصول إلى المربع الذهبي.. وهذا عسير على الهضم لا يتمناه أحد !؟
هل قائد الأسود قادر على القنص في الأدغال الأفريقية؟ وهل سيجيد القيادة في منعرجات المونديال الافريقي؟
أسئلة بديهية ستبقى اجوبتها مؤجلة إلى حين، وكل التوفيق للمنتخب الوطني من أجل إشاعة الفرحة واسعاد المغاربة مرة ثانية ..